ليست فكرة جديدة تلك التي يوحي بها العنوان. بل هي فكرة طالما رددناها ودرسناها وتداولناها فيما بيننا لكي نقدم ماهو جديد دائماً، ولكن دون أن نشعر كنا نقولب تلك الفكرة ضمن صندوقها الخاص الذي ربما يختلف قليلاً عن الصندوق الاعتيادي الذي ندعو للخروج منه في تفكيرنا من الناحية الشكلية، ولكن المضمون المكبل إلى رؤوسنا التي لازالت تعمل بنفس الطريقة منذ ألف عام لازال يرخي بظلاله التي تحترف الحسم والإطلاق ورومانسية الحل الوحيد والخلاص السماوي، على عالمنا المليء بالمشكلات التي تحتاج تفكيراً حقيقياً خارج الصندوق .يوم كانت الثورة، كانت البداية لإعلان أن هذا الصندوق لم يعد يتسع لنا، لم يعد يناسب مقاس طموحاتنا، لم يعد يستوعب أفكار جيل جديد يطمح لنيل حريته وكرامته .يومها فقط توسعت أضلاع الصندوق، بل وتحطمت بعض جدرانه، كان الأمر وشيكاً، كان هذا الصندوق يوشك على الانهيار والتحطم، لولا أن قوة خارقة في عقولنا أعادت ترتيب أضلاعه بأبعاد مختلفة تتسع لكل الأشياء الجديدة التي جئنا بها والتي لم يعرفها الصندوق من قبل، لنعود للدوران من جديد في دوامة جديدة صار يطلق عليها اسم الثورة ونلعن الدوامة الماضية التي أطلقنا عليها اسم النظام .محترفون نحن في صناعة الصناديق واختراع الدوامات، محترفون نحن في نحت التماثيل وجعلها أصناماً تعبد، محترفون في تقييد رؤانا وعقولنا ضمن مسلمات ندرك أننا من يصنعها ثم نعتقد فيها الحقيقة المطلقة، محترفون منذ ألف عام تقريباً في صيانة وتجميع الصناديق، ولكن الكلمة ثورة يجب أن تستعصي هذه المرة على الصندقة …يتبع … المدير العام / أحمد وديع العبسي