نشرت إذاعة “بي بي سي” مقابلةً كانت قد أجرتها مع الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي، قبل ثلاثة أيام من اختفائه، قال فيها إنّه لا يعتقد أنّه بإمكانه العودة إلى وطنه.
وفي المقابلة التي تبلغ مدتها دقيقتين ونصف ولم تُنشر سابقاً، قال خاشقجي إنّ كُلّ مَن ينتقد في السعودية يُعتقل، حتى وإن لم يكُن علناً.
وأشار خاشقجي إلى أنّه يعيش بين واشنطن وإسطنبول حالياً. ورداً على سؤال المذيع حول إمكانيّة عودته إلى بلده، قال: لا أظنّ أنّه يمكنني العودة.
وعاد المذيع ليسأل “ماذا عن الذهاب كل فترة إلى هناك وقياس احتمالية العودة؟”، فأجاب خاشقجي: “عندما أسمع عن اعتقال صديق لم يفعل ما يستحق ذلك، يجعلني أشعر بأنه لا يجب أن أذهب. أتحدث عن صديق لم يكن ينتقد بشكلٍ علني، ربّما انتقد في حفل عشاء مثلاً، هذا ما وصلنا له في السعودية، ولسنا معتادين على ذلك”.
وهنا، سأل المذيع “هل تقول إنّ الناس يتجسسون على بعضهم؟”، فردّ خاشقجي قائلاً “نعم”.
وأضاف “الناس اليوم يسألون: لماذا اعتُقل هذا أو ذاك. مؤخراً جرى اعتقال كاتب عمود اقتصادي كان مقرباً من الديوان الملكي، وهذا أخاف كثيرين لأننا في هذه الحالة نتحدث عن شخص مقرّب من الحكومة. هنا لا أريد استخدام كلمة معارض، فالذين يُعتقلون ليسوا معارضين حتى. هم لديهم فقط تفكير مستقل. أنا حتى الآن لا أسمّي نفسي معارضاً. أنا أقول دائماً إني كاتب وأريد بيئة حرّة للكتابة والتعبير عن رأيي. وهذا ما أقوم به في واشنطن بوست. لقد أعطوني مساحة للكتابة بحريّة، وكنت أتمنى لو كانت هذه المساحة في بلدي”.
ورداً على سؤال “هل ستكون السعودية مكاناً أفضل لو كان هناك حرية تعبير؟”، قال “نعم، كثيراً، لأننا نخوض تحوّلاً جدياً يطاول ويؤثّر على كلّ سعودي. وكما قال أحد الملوك الإنكليز “ما يؤثر على الشعب يجب أن يناقشه الشعب”. صحيح؟ هذا التحول الذي نشهده لا يناقشه أحد، الأمير (محمد بن سلمان) يفاجئنا كل أسبوعين أو شهرين بمشروع هائل بمليارات الدولارات من دون أن يناقش في البرلمان والصحف. والشعب يصفّق ويقول “إنه أمر رائع، أعطونا المزيد منه”. الأمور لا تحصل بهذه الطريقة”.
المصدر: العربي الجديد