بدأ شهر آب لاهباً على الصعيد السياسي والعسكري، فقد أشارت الدلائل إلى أنّ هناك اتفاقاً تمّ بين الروس والولايات المتحدة الأميركية حول الملّف السوري، وفعلاً بدأ الروس بتنفيذ الاتفاق بالهجوم العنيف على حلب، وقد تسرّبت أخبار أيضاً بأنّه جرتْ مراسلات بين بشار الأسد ونتنياهو تعهّد فيها ” بشّار الأسد ” بأنْ يبقى الجولان منزوع السلاح، وتعهد باستمرار وقف إطلاق النار مع إسرائيل، و أن يبقى الجولان منطقة هادئة بعيداً عن الصراعات الإقليمية، مقابل حياد إسرائيل تجاه ما يجري في سوريا.
خطة آب:
فقد صرّح وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” عن خطوات حاسمة ستتخذ في سوريا في مطلع شهر آب القادم، وتوقّع المراقبون البدء بإنجاز خطة تمّ الاتفاق عليها بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، وكشفت صحيفة الجمهورية اللبنانية عن زيارة سرية قام بها بشار الأسد إلى موسكو في شهر حزيران الماضي، وتحديداً قبل أيام معدودة من الزيارة الرابعة خلال هذا العام لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الروسية.
وقد طرح بوتين ملف التسوية الإسرائيلية – السورية على بشار، عارضاً المسّودة التي كان قد توصّل إليها فريق الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في نهاية عهده حول الجولان، معتبراً أنها تصلح لأنْ تشكّل قاعدة للتفاهم حول التسوية الإسرائيلية – السورية.
لا جديد!
وقد بات معروفاً أنّ التفاهم على الخطوط العريضة لـ”برنامج آب” تضمّن في ثناياه وضع “جبهة النصرة” وتنظيم الدولة / داعش/ في خانة واحدة، وبالتالي استهدافهما وتشريع العمل العسكري الجوّي والبرّي ضدّهما تمهيداً لإنهاء وجودهما العسكري على الأراضي السورية.
وهو ما يعني ضمناً، الحفاظ على تركيبة الدولة و على استمرارها والمحافظة على نظام “بشار الاسد”، ولكن وفق صيغة جديدة تُمنح فيه “المعارضة” المقبولة في المناطق الخاضعة لها حالياً نظام لامركزي موسّع يكون أقرب إلى الفيدرالية.
موسكو نفت!
من جهتها نفت موسكو على لسان الناطق الصحفي باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، زيارة بشار الأسد السرية إلى موسكو في حزيران الماضي، والتي سبقت زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الروسية بأيام قليلة.
وتقول صحيفة صنداي تايمز: بأنّ إسرائيل صرّحت قائلة: {إنّ الأسد يجب أن يبقى}، وقد كشفتْ صحيفة “الجريدة الكويتيةعن رسالة وجهها بشار الأسد إلى نتنياهو، لكنها رفضت التعليق على الأنباء التي تخصّ زيارته إلى موسكو.
وقالت المصادر المطّلعة: إنّ الأسد تعهّد بأن يبقى الجولان منطقة منزوعة السلاح، وأن تبقى سورية ملتزمة بوقف إطلاق النار، مضيفة أنه بمعنى آخر قال الأسد لنتنياهو: “ساعدني لكي أسيطر على مناطقي وأنا أضمن لك الهدوء لإسرائيل من ناحية الجولان”، ومساعدة إسرائيل تكمن ألا تشارك إسرائيل بأي جهد أو ترتيبات تساعد على إسقاطه.
وتعليقاً على الأنباء عن مسودة كلينتون حول الجولان، التي أعدها مارتن إنديك، وهو المرشح لأن يكون المسؤول عن ملف التسوية الإسرائيلية – العربية في فريق هيلاري كلينتون في حال انتخابها رئيسة، أضافت “الجريدة”، إنّ إسرائيل “تطلب تنظيم اتفاقية جديدة بحسب الوضع الراهن على الأرض فيما يتعلق بحدودها مع سورية، إذا بقي الأسد في السلطة، بحيث تشمل ضمانات جديدة بشأن حزب الله، مضيفةً أنّ الوضع الحالي في الجولان والقنيطرة، يختلف تماماً عن الوضع، التي تمّ التوصل إليه أيام مسّودة كلينتون.
وهكذا نجد أنّ التآمر على ثورتنا والتخطيط للقضاء عليها يجري في الخفاء والعلن، ولكن عناية الله ردّتهم على أعقابهم، فكان ” فتح حلب ” معجزة إلهية قلبت الموازين على المتآمرين، وجعلتهم يتيهون حائرين.
“أبو عبادة الحلبي”