أبو عبادة الحلبي
لقد اتّسم دورهم التاريخي بالخيانة والتآمر على الأمة الإسلامية وعلى وجودها وكيانها، وتنكّروا للعروبة، فكانوا يقفون مع الغزاة ضد أبناء جلدتهم وعمومتهم، يشجّعون الأجنبي على غزو البلاد واستعباد العباد، والتاريخ يذكر لنا أنّ الوزير (ابن العلقمي) أجرى اتصالات مع هولاكو التتري وأغراه بغزو بغداد واجتياحها وإسقاط الخلافة العباسية، ومنذ ذلك الحين بدأت تغرب شمس العرب التي أشرقت على العالم فملأته عدلاً وسماحة، وأخرجت الناس من إلى الظلمات إلى النور، وأورثت أوربا حضارتها، فكانت سبباً في تقدم الإنسانية.
وحين قام صلاح الدين في التصدي لمحاربة الصليبيين حاولت فرقة من فرق الشيعة وهم (الحشاشون) اغتيال صلاح الدين الأيوبي، ولقد كان النصيريون عوناً للتتار الذين لم يتمكنوا من دخول حلب ودمشق إلا بمساعدتهم.
وتكرّرت مؤامراتهم، فقد تعاونوا مع الغزاة الصليبيين، وسلّموهم قلعة بانياس، كما أنّ كتيبة من الإسماعيليين وهي فرقة من الشيعة تقطن في مدينة السلمية شرق حماه اشتركت مع الصليبيين في حربهم ضد المسلمين.
وفي بداية القرن العشرين ساعد النصيريون الاستعمار الفرنسي في الدخول إلى البلاد، وتعاونوا معه، ووجد فيهم المستعمر خير سندٍ وحليفٍ له في هذه البلاد.
أمَّا ما لقّنوه لنا في المدارس، وما احتوته الكتب التاريخية المدرسية من معلومات من أنّ صالح العلي قام بالثورة ضد الفرنسيين، فكلام يحتاج إلى تدقيق وتمحيص لنعرف الأسباب التي دعته للثورة، فأهداف الثوار مختلفة بين ثائر وآخر، والثورة واحدة.
وآخر مؤامراتهم ضدَّ الأمة العربية والإسلامية كانت في العراق في العصر الحاضر، فقد تحالفوا مع الأمريكيين وتعاونوا على إسقاط نظام صدام حسين واجتياح العراق التي كانت تمثّل قلعة العرب في التصدي و الصمود أمام المطامع الفارسية والأجنبية للخليج العربي، فقد دخل نوري المالكي بغداد على متن الدبابات الأميركية وبحراسة علوجها، ونحن اليوم نعاني الويلات بسبب تقاعسنا عن نصرة العراق آنذاك حين أحاط به الأعداء، فقد تجرّأت علينا الأمم بعد أن نزعوا أنيابه ومخالبه للعراق، وأتبعوها باستيلائهم على الأسلحة الكيماوية السورية والتي قدّمها النظام السوري نظام المقاومة والممانعة عربوناً على خيانته وتآمره على الأمة والوطن.
إنّ التفاوض بين إيران والدول الغربية حول المشروع النووي الإيراني قد تمّ التصالح عليه، فقد تعهّدت إيران بتوقيف نشاطها النووي مقابل أن يعترف الغرب بمصالحها في العراق وسوريا، وأن يطلق يدها فيهما تعيث فساداً، ولهذا لا نجد أيّ ذكرٍ لهذا الموضوع في الصحف والإذاعات العربية والغربية.
ليس هناك أية دولة عربية في مأمن من المؤامرات العالمية، فقادة الغرب يحددون أهدافهم بكل دقّة ويرسمون الخطط وينفذون مشاريعهم، ويضعون البدائل إذا اعترضتهم العقبات.
وينتهجون سياسة التضليل ويخدعون قادة العرب ويسخّرونهم لتنفيذ مخططاتهم، ويجعلونهم يتكفّلون بدعم مشاريعهم مادياً وعسكرياً، فالمال العربي لتغطية الصراعات العربية، ووقود المعارك هم أبناء العرب أنفسهم، لقد تحول قادتنا العرب إلى أحجار شطرنج في أيدي ساسة الغرب.
الأنظمة العربية ستتساقط وستهوي الواحد تلو الآخر، ولا نجاة لأي نظام عربي من السقوط، ولكنْ لكل أجل كتاب، فهل أدركنا واقعنا ومكر الغرب وتآمرهم علينا، وخداعهم لنا، أم أننا عاجزون وننتظر دورنا ونحن مستسلمون لمصيرنا المحتوم؟