قال معلق إسرائيلي بارز، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بات يدرك حدود القوة العسكرية ويعي أن التدخل الروسي في سوريا يواجه مأزقا كبيرا.وقال أنشيل بيبر، معلق الشؤون الخارجية في صحيفة “هآرتس”، إنه رغم أن التدخل الروسي أنقذ نظام بشار الأسد من السقوط على أيدي المعارضة المسلحة، فإنه في المقابل عجز عن حسم المواجهة في سوريا، ما يجعل مستقبلها مفتوحا على كل الاحتمالات.وفي مقال نشره موقع الصحيفة اليوم، بمناسبة مرور عام على بدء التدخل الروسي في سوريا؛ نوه بيبر إلى أن الروس يحمّلون جيش النظام والقوات الشيعية التي تقاتل إلى جانبه المسؤولية عن الفشل في تحقيق حسم على الأرض، بالاستناد إلى تقييمات عسكرية روسية.وأوضح بيبر أن هناك خيبة أمل “كبيرة في موسكو من مدى انهيار جيش النظام والمستوى المتدني جدا للتنظيمات الشيعية التي تعمل إلى جانبه”.وأشار بيبر إلى أن المستوى المتدني لجيش النظام والتنظيمات الشيعية، قلص من أهمية إنجاز بوتين المتمثل في الحفاظ على حكم الأسد، الذي “لم تتم ترجمته في إحداث تحول على صعيد المعارك، رغم حرص موسكو على تزويد النظام بأسلحة متطورة ومستشارين يعملون معه على مدار الساعة”.وبحسب التقييمات الروسية، التي ينقلها بيبر، فإن عناصر التنظيمات الشيعية العراقية والأفغانية الذين قام حرس الثورة الإيراني بتجنيدهم “غير قادرين على الصمود أمام مقاتلي المعارضة السورية الذين يمتازون بقدرات قتالية عالية ودافعية هائلة بسبب شعورهم بأنهم يدافعون عن الوطن والعائلة في مواجهة عدو خارجي”.وبحسب بيبر، فإن التجمع الشيعي الوحيد المدرب الذي يقاتل إلى جانب الأسد هو حزب الله، مستدركا بأن قوات الحزب تتمركز بالقرب من الحدود مع لبنان من أجل منع تعرض العمق اللبناني الداخلي لهجمات انتقامية؛ إلى جانب انشغال قوات الحزب بتأمين الممر الرئيس الذي يصل دمشق بالساحل.ولفت بيبر الأنظار إلى أن الجيش السوري كان يعتمد حتى اندلاع الثورة من ناحية بشرية على الجنود الذين ينضوون في إطار الخدمة الإجبارية وعلى طبقة من الضباط المهنيين، منوها إلى أن هذين المركبين تآكلا تماما خلال السنوات الخمس الماضية، دون أن تتوفّر القدرة على تعويض النقص.وأشار بيبر إلى أنه على الرغم من أن الجيش الروسي دفع بمزيد من القاذفات للانضمام إلى سلاح الجو الروسي الذي يواصل القصف في أرجاء سوريا، فإن بوتين بات يدرك تماما أن الغارات الجوية “بغض النظر عن كثافتها لن تكون كافية لحسم مصير الأرض”.وخلص بيبر إلى القول إنه لم يعد أمام بوتين سوى انتظار الرئيس الأمريكي الجديد والتعرف على سياساته، من أجل مساعدته في العثور على مخرج من سوريا.وأوضح بيبر أن أحدا في العالم لم يعد يتعامل بجدية مع ادعاءات موسكو بأنها تستهدف تنظيم “الدولة الإسلامية”، مشيرا إلى أن 85% من الغارات الروسية تستهدف التجمعات السكانية السورية التي تسيطر عليها قوى المعارضة المعتدلة.
المصدر:عربي21