أحمد نعسان |
انطلق العام الدراسي الجديد منذ أكثر من شهر في الشمال السوري المحرر، ففي سهل الغاب بريف حماة الغربي يواجه التعليم صعوبات عديدة بسبب دمار العديد من المدارس، بالإضافة إلى توقف الدعم بشكل كامل عنها.
يمرُّ عشرات الطلبة من تلاميذ المرحلة الابتدائية في قرية (زيزون) بريف حماة الغربي يوميًا أمام مدرستهم التي تدمرت بشكل جزئي، ليكملوا طريقهم إلى مدرسة (قسطون) الوحيدة بريف حماة التي تبعد نحو 3 كيلو متر عن قريتهم، في الوقت الذي يقطع فيه طلاب المرحلة الإعدادية مسافة أكثر من 5 كيلو متر للوصل إلى مدرسة (فريكة) بريف إدلب الغربي.
(خالد الفارس) مدير المجمع التربوي لتربية حماة الحرة يقول: “جميع مدارس سهل الغاب بريف حماة تم تدميرها من قبل قوات النظام والعدوان الروسي، ولم يبقَ إلا مدرسة وحيدة في بلدة (قسطون)، التي تم افتتاحها من بداية العام الدراسي بدون أي دعم حتى الآن.”
وفيما يتعلق بعدد المدارس التي دُمِّرت يقول (الفارس): “إن عدد المدارس التي دُمرت وأصبحت تحت سيطرة النظام بلغ عددها 39 مدرسة، بينما بقي لدينا 14 مدرسة بعضها مُدمَّر بشكل كامل، والبعض الآخر مُدمَّر بشكل جزئي، نسعى لإعادة افتتاحهم ريثما يستقر الوضع في المنطقة كونها تشهد عودة الأهالي بشكل تدريجي.”
ويضيف (الفارس): “أطفال ومراهقين من القرى المجاورة بأعمار صغيرة يقضون نحو ساعة للوصول إلى صفوفهم؛ لإكمال تحصيلهم الدراسي وسط ظروف مناخية ودراسية قاسية، مع توقف الدعم عن المدارس ونقص في الكوادر التعليمية.”
التقت صحيفة حبر (علي العبيد) مدير مدرسة (قسطون) حيث قال: “إن عدد الطلاب في العام الماضي، بلغ 250 طالبًا، في حين تقتصر العملية التعليمية اليوم على الحلقة الأولى التي تضم 150طالبًا، ونسعى لافتتاح صفوف للمرحلة الاعدادية.”
ويذكر (العبيد) أن “المدرسة تعاني من انعدام أدنى مقومات العملية التعليمية من وسائل تعليمية وقرطاسية للطلاب وأدوات تحفيزية وكلفة تشغيلية.”
يخبرنا (مهند النعسان) رئيس المجلس المحلي لبلدة (قسطون) أن “المعلمين يبحثون عن مصدر رزق لتأمين قوتهم، هم يقدمون ما يستطيعون تطوعًا للطلبة بما يتوافق مع عملهم الجديد.” مؤكدًا أن الأهالي فضلوا العودة إلى القرية بعد نزوحهم عنها، وسط مخاوف من الاستهداف والقصف المتقطع.
ويضيف (النعسان): “نناشد المنظمات الانسانية المعنية بدعم التعليم ونأمل بتأمين الدعم لهذه المدرسة، لكن إلى لم يُلبَ النداء.”
(أبو علي) 35 عامًا من قرية (زيزون)، يقف عاجز عن الرد على تساؤلات ابنه (علي) حول مدرستهم المُدمرة وحرمانهم من التعلم، يقول: “إنه يواجه هذا السؤال صباح كل يوم، لأن ابنه (علي) طالب في الأول الإعدادي ولم ينتظم في صفوف الدراسة حتى الآن، وما تزال مدرسته مُدمَّرة ولا أمل في إعادة بنائها من جديد.”
ويختم (الفارس): “إن جميع مدارس (سهل الغاب) تحتاج إعادة بناء وترميم، في ظل عودة بعض الأهالي إلى قراهم؛ ليكمل هؤلاء الأطفال حقهم بالتعليم لبناء جيل جديد يزهر بالعلم والأمل.”