عبد الحميد حاج محمد |
مع الظروف الصعبة التي يمر بها الشمال المحرر وحالة النقص على كافة الأصعدة يعاني الشباب كغيرهم من فئات المجتمع في تحصيلهم خبرات واكتسابهم مهارات تؤهلهم إلى الدخول لسوق العمل وجعلهم أكثر كفاءة، هذا ما دعا منظمة (رؤى المستقبل) لإقامة دورات في شتى المجالات المختلفة تتميز عن غيرها في المراكز الأخرى كونها وفق برامج منتظمة ومجانية بشكل تام.
صحيفة حبر التقت مدير منظمة رؤى المستقبل الأستاذ (أحمد جربان) ليخبرنا عن دورات بناء القدرات بقوله: “من أول انطلاق المنظمة بدأ العمل في مجال بناء القدرات بعد الشيء الذي لامسناه في الواقع بأن الشمال المحرر يفتقر الكثير من التدريبات والشباب بشكل عام، وخصوصًا موظفو المؤسسات والمنظمات، يحتاجون لمثل هذه التدريبات.”
شملت الحزم التي أطلقتها المنظمة عدة أنواع من التدريبات، كإدارة المشاريع والمراقبة والتقييم والدورات المهتمة في المجال الإعلامي دورات إعداد المدربين وغيرها في شتى المجالات، يقول أحمد: “قدمنا تدريبات مميزة نوعًا ما مثل (تدريب عاملات صحة مجتمعية) وكان التدريب خاص بالإناث والأول من نوعه في المناطق المحررة، والتدريب كان وفق دليل منظمة الصحة العالمية.”
لاقت التدريبات التي تقدمها المنظمة استحسانًا ورواجًا لا بأس به وخصوصاً من حيث نوعية التدريبات ومجانيتها، تقول عائشة معترماوي مسؤولة التواصل في المنظمة: “إن هدفنا من الأساس أن نبني مستقبلًا مشرقًا يعتمد على جيل مثقف وواعٍ من خلال بناء القدرات، بإمكاننا تنمية قدرات العاملين في مجال المنظمات وزيادة خبراتهم، وطموحنا أن نخرج من الحرب الدائرة في سورية بجيل واعٍ قادر على بناء وإدارة مؤسسات المجتمع بشكل سليم.” وتتابع بقولها: “نطمح أن ينخرط من يحضر هذه التدريبات في مجال عمله في المنظمات والمؤسسات أو المجالس المحلية.”
قدمت المنظمة تدريبات خاصة بالإعلاميين، وعملت على زيادة خبراتهم، الناشط الإعلامي (محمد بلعاس) حضر أحد التدريبات الخاصة ببرنامج المونتاج، يقول لحبر: “هدفي تطوير مهاراتي، وبصفتي إعلامي التدريب قدم لي معلومات مهمة جدًا، استطعت أن أتدرب بشكل جيد وطورت نفسي حتى اكتسبت الخبرات المطلوبة لعملي، ونحن وُجدنا في أرض معركة وبالتالي يجب أن نكون على دراية بجميع المجال الذي نعمل به، لهذا أنصح الجميع بعدم إهمال هكذا تدريبات لأن الواقع يفرض علينا أن نعمل أكثر من مهمة في عملنا.”
أصبح العثور على فرصة عمل في المناطق المحررة أمرًا صعبًا مع وجود الكثير من الشباب العاطلين عن العمل، إلا أن الشباب يحاولون زيادة خبراتهم لتحصيل فرصة عمل، فكانت هذه الدورات الملجأ لغالبهم، تقول (سارة طعمي) إحدى متدربات تدريب الصحة المجتمعية: “سجلت في التدريب لزيادة خبرتي ومعلوماتي بمجال الصحة المجتمعية، وقدم التدريب معلومات قيمة عن محاور مهمة عن الصحة المجتمعية وتعرفنا بشكل مفصل عن دور ومهام فريق عاملات الصحة المجتمعية وأهدافها وأهميتها والتركيز على دور العاملين كحلقة وصل بين المنشآت الصحية والمجتمع المحلي، وأطمح للحصول على فرصة عمل بأقرب وقت.”
ورغم كل ما يقدمه وتسعى له منظمة رؤى المستقبل إلا أنه هناك صعوبات تواجههم أصبحت اليوم لا تغيب عن المجتمع في الشمال المحرر وعلى رأسها الحالة الأمنية والقصف المتواصل على المناطق المحررة، تقول معترماوي: “إن القصف المتواصل على المناطق يبقى عائقًا لدى الجميع، وأيضًا عدم الحصول على أي دعم منذ التأسيس حتى الآن رغم وجود دراسات مشاريع عديدة موجودة لدى المنظمة.”
يُذكر أن (رؤى المستقبل) تنشط في مجالات عدة غير بناء القدرات، وتعمل على موضوع الطفل والمرأة ومساعدة الحالات الإنسانية، ولديهم أنشطة ثقافية منها كان إحياء تراث الأجداد الذي أقيم في مدينة معرة النعمان، يقول أحمد الجربان: “استطعنا من خلال أعمالنا أن نرسل رسالة للعالم أننا شعب مسالم ونعمل من أجل إرساء السلام.”
هكذا تعمل الكفاءات في المناطق المحررة لتعزيز وتقوية القدرات للخروج بأفضل النتائج من شباب قادر على بناء وقيادة المؤسسات المدنية رغم كل الصعوبات التي تواجههم.