قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، في تصريحات نُشرت الجمعة 17 يونيو/حزيران 2016، إنه لا يريد توتراً دائماً مع دول الجوار بعد الأزمات مع مصر وإسرائيل وروسيا وسوريا في السنوات القليلة الماضية.
وتولى يلدرم رئاسة الوزراء في مايو/أيار الماضي خلفاً لأحمد داود أوغلو الذي قاد سياسة بسط النفوذ التركي في المنطقة.
ورأى بعض المحللين أن دواد أوغلو مهّد ليلدرم اتباع سياسة خارجية أكثر تصالحاً تسمح لتركيا بإصلاح العلاقات مع أعدائها والعودة الى سياسة “صفر مشاكل” مع الجيران.
ونقلت صحيفة “حرييت” عنه قوله في أول مقابلة مع الصحفيين الأتراك: “إسرائيل وسوريا وروسيا ومصر.. ينبغي ألا تكون لدينا عداوة دائمة مع تلك الدول المطلة على البحرين الأسود والمتوسط”.وتدهورت العلاقات مع روسيا عندما أسقطت تركيا في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 طائرة حربية روسية قرب الحدود السورية.وأوقفت روسيا آنذاك الرحلات السياحية الى تركيا ما ألحق أضراراً بالسياحة في جنوب البلاد الذي يعتمد الى حد كبير على السياح الروس.وأضاف يلدرم: “علينا أن ننظر الى المشهد الكبير”، وأضاف: “ليس هناك عداوة بين شعبينا. من الممكن العودة الى الأيام السابقة بل حتى الارتقاء بعلاقاتنا أكثر”.وتأتي تصريحات يلدرم بعدما بعث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برسالة الى نظيره الروسي فلاديمير بوتين هنأه فيها بالعيد الوطني الروسي، في أول اتصال على هذا المستوى الرفيع منذ إسقاط المقاتلة
وحتى الآن كان رد روسيا فاتراً، إلا أن صحيفة “يني شفق” المؤيدة للحكومة أوردت الجمعة أن تركيا عرضت “خارطة طريق” من 9 مراحل لتطبيع العلاقات السياسة والاقتصادية بحلول الأول من سبتمبر/أيلول وإحيائها بالكامل بحلول 15 ديسمبر/كانون الأول.
وتدهورت العلاقات بين تركيا العضو في الحلف الأطلسي، وإسرائيل في 2010 عندما اقتحم كوماندوز إسرائيلي سفينة مساعدات تركية متجهة الى غزة ما أدى الى مقتل 10 نشطاء أتراك.
وأوضح يلدرم أن الدبلوماسيين يعملون على حل لتطبيع العلاقات، ورفع الحصار الإسرائيلي عن غزة هو الشرط الرئيسي.
وأضاف: “لا أعتقد أن الفترة المتبقية ستكون طويلة جداً” للتوصل الى نتيجة للتطبيع.
كذلك، شهدت العلاقات مع مصر أزمات مماثلة في 2013 إثر إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي، وندد أردوغان بالرئيس عبدالفتاح السيسي ووصفه بـ”الطاغية غير الشرعي”.
وكرر يلدرم أن أنقرة لن تقبل “بانقلاب” 2013، غير أنه تدارك: “ينبغي ألا يكون ذلك عقبة أمام العلاقات التجارية بين بلدينا”. وأكد أن “تنمية العلاقات تصب في مصلحة الشعبين”.
وفيما يخص النزاع في سوريا، تطالب تركيا بإزاحة الرئيس بشار الأسد وترفض محاولات الأكراد الحصول على منطقة حكم ذاتي. وقال يلدرم: “إن وحدة أراضي سوريا مهمة بالنسبة لنا”.
والجمعة، التقى وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلكين في أنقرة وعبّر له عن قلق تركيا إزاء دعم الولايات المتحدة للمقاتلين الأكراد في سوريا، بحسب مصادر في وزارة الخارجية.
المصدر : هنفغتون بوست