سلوى عبد الرحمن |
بعد أن قدم استقالته، دعا الطبيب السوري “ضياء الدين الزامل” في منشور على صفحته جميع العاملين في القطاع الإنساني والصحفيين إلى مؤازرته في تنفيذ اعتصام اليوم الإثنين أمام مقر منظمة الصحة العالمية في عنتاب في تركيا، إلا أنه تم تأجيله إلى حين الحصول على ترخيص قانوني للاعتصام، وذلك اعتراضًا على توزيع الأولويات من التخصيص المالي المُقدم من صندوق التمويل الإنساني THFوتخصيص مبالغ مالية ضخمة للدعم النفسي والعلاج الفيزيائي فقط، والمطالبة بأن يكون التخصيص تبعًا للأولويات التي يضعها أعضاء الكلاستر (المنظمات المشاركة).
وأوضح “الزامل” أن صندوق التمويل الإنساني (THF) خصص لقطاع الصحة مبلغًا ماليًا يقارب 5.5 مليون دولار أمريكي، ولكن منسق قطاع الصحة “خورخي كاستيلا” ارتأى ألَّا يذهب التخصيص لدعم المشافي ومراكز الرعاية الصحية الأولية، بل مناصفة لتمويل العلاج الفيزيائي والصحة النفسية.
ورغم محاولات البعض ثنيه عن هذه الكارثة، إلا أن “خورخي” ما يزال مصراً على هدر وإتلاف مبلغ كبير يحتاجه آلاف الجرحى والمرضى في الداخل السوري، مطالبًا، بإقالة منسق قطاع الصحة، إضافة إلى إقالة مديرة مكتب غازي عنتاب في منظمة الـ who.
ولفت “الزامل” في حديث لـ”صحيفة حبر” إلى أن آليات صنع واتخاذ القرار في الكلاستر ليست شفافة وغير معروفة، مطالبًا بتوزيع الدعم حسب الأولويات التي تضعها المنظمات الطبية، مشيرًا إلى أن هذه التجاوزات ليست الأولى، فقد تم في تخصيص مالي سابق وضع الأولويات بغض النظر عن الاحتياجات الحقيقية للقطاع الصحي، وبغض النظر عن رأي الشركاء تم تمرير الأمر رغم المحاولات والمناشدات التي باءت كلها بالفشل.
وأشار “الزامل” إلى أن كلاستر القطاع الصحي ومنسقوه عليهم الأخذ برأيي ومواقف الأعضاء، بحسب قوانين الأمم المتحدة، إلا أن ما يحصل حاليًا هو تنفيذ رأي وقرارات المنظمة القائدة للقطاع who ولا يعكس رأي باقي المنظمات والمعنيين، مؤكدًا، أنه على يقين لو أن منظمة الـــــ who لو تمكنت من الوصول للأرض لتبنت موقفه ومطالبه نفسها وباقي الأعضاء.
وذكر بأن القطاع الصحي كان له رئيس مشارك محلي من منظمة وطنية، يعكس احتياجات المنظمات الطبية الوطنية ومديريات الصحة، إلا أنهم ألغوا هذا الموقع بشكل نهائي كيلا يعكّر صفوفهم أنَّات وعذابات المستضعفين والمحتاجين، بحسب وصف الزامل.
وحذر “الزامل” من أن عشرات المشافي والمراكز الطبية في المناطق المحررة سيتوقف عنها الدعم في وقت نحن بحاجة ماسة إليه، باعتباره منقذاً من الأوضاع الكارثية على المستوى الإنساني والصحي في هذه المناطق، إذ إن هذا الدعم كان من المفترض أن يكون مخصصاً لسد تلك الفجوات.
يُذكر أن صحيفة حبر، حاولت التواصل مع المسؤولين في منظمة أوسوم ussum التي استقال منها “الزامل” إلا أن أحدهم رفض التصريح لوسائل الإعلام واكتفى بوصف “الزامل” بأنه شخص جيد.