تحقيق بيبرس أرمنازيتنتشر المسلسلات العربية وغير العربية على شاشتنا الفضية، كما ينتشر الفطر السَّام على جذوع الأشجار البنيّة في الغابة الرطبة التي تأخذ ضوءها ودفأها من سطوع “فلاش” الكاميرات، ومن جميع المقابلات المشرقة.يكثر عرض المسلسلات الجديدة على جميع القنوات الفضائية، خاصة في شهر رمضان وتتزاحم المسلسلات العربية لتقديم ما عندها متجاوزة باقي المسلسلات غير العربية، وتختلف المواضيع والقصص فيها بالشكل فقط ولا تختلف بالمضمون، بل تجتمع في معظمها على تضييع الوقت معتمدة في معظمها على عنصر الجمال الملون “العنصر النسائي”وتكثر أيضاً المسلسلات الهندية ذات الطابع (الهندوسي والسيخ) وعباداتهم “للآلهة المختلفة الأشكال والأسماء، وتكمن خطورة تلك المسلسلات والأفلام أنَّها قادمة من ثقافات مختلفة عن بلادنا العربية وأهدافنا الإسلامية، فمعظم تلك المسلسلات ذات أهداف ربحية لا تخلو من توجه يهدف إلى محاربة العرب والمسلمين.وعندما تكثر وتنتشر تلك البرامج والمسلسلات في شهر الصيام، ألا يتوجب علينا سؤال الشرع عمَّا يراه أطفالنا ونساؤنا على التلفاز؟أجاب الشيخ تميم الحلبي قائلاً:”نسمع كثيراً عن سرقة الجواهر والأثاث والدنانير، لكن كيف يُسرق من الناس شهر رمضان؟! أولئك الذين يسرقون رمضان ثمَّ يعلنون على صحف الجرائد سرقاتهم لتلك اللحظات المباركة في هذا الشهر الكريم. كيف واتتهم الجرأة ليسرقوا هذا الشهر بعد أن مثلوا وخربوا أوقات الشهور الأخرى التي لم يكفهم الفساد فيها فجلبوه إلى رمضان؟!إنَّهم من اعتدى على الأمة قبل وبعد وأثناء رمضان، فانبروا بقنواتهم الفضائية المهترئة وباسم الترفيه عن الصائمين بطرح برامج ومسلسلات لهم تتنافس فيما بينها لسرقة رمضان وجَوِّه الروحي من عباد الرحمن الذين رضوا بها، فشاهدوها مضيعين معنى الصوم الحقيقي وهو التقوى “فمن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه، وفيها من التفريط وتفويت نيل الأجر الشيء الكثير، بل إنَّها تعرض صاحبها لاقتراف الذنوب وتحمل الأوزار، ذلكم ما يشاهد في شاشات (التلفزيون) من المسلسلات والتي يؤجل عرضها حتى تثبت رؤية هلال رمضان، وكأنَّ رمضان عندهم شهر الهزل وتضييع الأوقات والسهر، إنَّ المسلسلات من هذا النوع لتفعَل في نفوس مشاهدها ما تعجز عنه أمضى خطط المكر والتمييع، إذ إنَّ هدف الأعداء تفريغ رمضان من معانيه الإيمانية والنفسية والصحية، فإذا تمَّ لهم ذلك بأية وسيلة فهو المطلوب، ولعلَّ هذا من أقوى الأسباب وأبلغها في جفاف الروحانيات، تلكم الحركة النشطة التي تبثها قنوات الأقمار المرئية التي تنشر الإثم عارياً وتحلق الدين قبل أن تحلق العفاف والحياء، وإن كان للإسلام نصيب في تلك القنوات فهو إسلام مشوه الصورة، ترى معه القبلات واستجداء اللحظات، ونحن معشر الرجال حُرِّم علينا النظر إلى المرأة الأجنبية، لأنَّ الذي يعرض على التلفاز وجه المرأة وشعرها وصدرها وساقيها والاستهزاء بحجاب المرأة المسلمة وعادات المجتمع وتقاليده”ويختم الشيخ قوله: “من كان لا يعرف الصيام إلا بهذه الصورة فهو مخطئ وجاهل، والصيام هو صيام الجوارح كلها لكي يخرج في النهاية لعلكم تتقون (يا أيُّها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) فهل مشاهدة هذه البرامج تكسب التقوى؟!