بقلم : أبو نايفما إن تواترت الأنباء حول سيطرة الحوثيين على معظم أنحاء اليمن وتحكُّمِهم بمفاصل الدولة ومطاراتها حتى هبَّت النخوة العربية متمثلة بمشايخ الخليج ونشامى العرب. وبين ليلة وضحاها يتنفس الصبح عن “عاصفة حزم” تضرب أوتاد الحوثيين وتنقذ اليمن السعيد من التمدد الشيعي، وذلك قبل أن يقوم (عبد الملك الحوثي) – بعد سيطرته على معظم المطارات العسكرية-بقصف رداع وعدن ومدن أخرى لم تذعن لسيطرته بالبراميل المتفجرة، كتلك التي يضرب بها الشام نظيره (بشار الأسد) في مدن حلب وإدلب وريف دمشق وغيرها.اللافت للنظر أنَّ ما قام به الحوثي من قتل وتدمير واعتقال لأهل السنة في اليمن عبر ثلاثة أشهر إضافة إلى أعمال الإجرام المنظم لا تشكل يومًا واحدًا ممَّا في الشام من ألوان العذاب وصور المعاناة.ولكن مع كل هذا الإجرام غير المسبوق الذي نراه في الشام وأعمال القتل الممنهج للأطفال والنساء والشيوخ طلابًا ومدرسين ومدنيين، يقف العالم كله متفرجًا على مجازر يومية بحق السوريين من دون أي حراك إلا دموعًا جادت بها عينا (سوزان رايس) مندوبة الولايات المتحدة وهي تشاهد القصف الهمجي لنظام الأسد بشتى أنواع الأسلحة التقليدية منها والكيميائية على أطفال بعمر الورود.والغريب أنَّ عبارات التنديد والإدانة والقلق تلاشت عن أفواه الساسة الدوليين عامة والعرب المسلمين خاصة، فلماذا هذا الصمت الفاضح للعالم، بل للمسلمين؟ هل دماء أطفال الشام مجرد مياه حمراء تجري في باحات (سعد الأنصاري) أو أنَّ أشلاءهم بقايا دمًى محشوةٌ بالصوف لا تستحق من العالم وممَّن يدعون الإسلام ولو حتى “نسائم حزم” ؟!