يدخل الأطفال الصغار لشراء حلوى المدخنين من البقاليات الكثيرة دون أي عوائق في مدينة إدلب، وقد تشاهدها أحياناً في ندوات بعض المدارس الابتدائية!
تباع هذه الحلوى المصنعة على شكل سجائر بعلب لا تكاد تفرق عن علبة الدخان “الباكيت” وأسماء ماركاتها كأسماء علب الدخان مع تحريف بسيط في الحرف أو اللون.
منذ فترة قصيرة نشرت بعض الغرف الإخبارية على التلجرام والفيسبوك صوراً لهذه الحلوى لتحذر الأطفال منها، وقد بالغ البعض بضررها وقالوا: “إنها تسبب السرطان تارةً وفقدان الذاكرة تارةً أخرى، أو إنها تسمم لكي يمنعوا الأطفال من أكلها.”
في الحقيقة لا يوجد لهذه الحلوى أي ضرر من الناحية الصحية، لكن ضررها يكمن في شكلها الذي يشبه السيجارة وشكل علبها التي تشبه (الباكيت) وبطريقة أكلها أيضاً المشابهة لشرب السجائر.
قال لي أحد الأطفال: “أحب هذه الحلوى لأن طعمها طيب، وشكلها جميل لأنها تشبه علبة دخان أبي المتوفى، وأريد أن أضع علبتها في جيبي ثم أخرجها لأخذ سيجارة منها كما يفعل الكبار.”
لكن السؤال المهم هل جاء التحذير من ضرر هذه الحلوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي فقط، أم كان من قِبل المسؤولين في مدينة إدلب أيضاً؟
(أبو حاتم) مدير التموين في مدينة إدلب قال: “اتصل رئيس الحكومة معي وطلب مني متابعة موضوع الحلوى التي تشبه السجائر لمنع بيعها ومعرفة مصدرها لتحذير الناس من شرائها.
قمنا في مديرية التموين بعدة إجراءات في البداية، ونبهنا أصحاب المحلات من بيعها في المرحلة الأولى، وأخبرناهم أننا سوف نصادر هذه المادة إن وُجدت عندهم، وقد يتعرض صاحبها للمساءلة القانونية، وقد تعهد خطياً بعضُ أصحاب المحلات بعدم شرائها وبيعها في السوق.
نحن في مديرية التموين لا يوجد عندنا مخبر لكي نحلل هذه المادة ونعرف ضررها، لكن في الحقيقة لم تحدث أي حالة مرض أو تسمم ناتجة عن أكل هذه الحلوى، ولم نعرف مصدرها أو التاجر الذي أدخلها إلى المناطق المحررة في الريف الغربي لمدينة حلب، لكن الأكيد في الأمر أنها لم تدخل من معبر باب الهوى، ونعتقد أنها دخلت عبر باب السلامة ثم دخلت عن طريق عفرين وهي صناعة صينية على الأغلب.
ما زالت هناك عوائق تقف في وجه إكمال هذه المهمة لأننا لا نستطيع في مديرية التموين الذهاب إلى جميع المناطق المحررة لمنع باقي المخالفين”.
للأسف ما زالت هذه الحلوى تباع في بعض الدكاكين التي لم تلتزم بالمنع، وما زال بعض الأطفال يُقبلون على شرائها.
مسؤولية مراقبة ما يأكله الأطفال في الشارع والبيت تقع على عاتق الأهل في الدرجة الأولى لأنهم أقرب إلى أطفالهم، ثم يأتي دور الرقابة الحكومية على جميع المواد الغذائية بشكل عام وعلى مراقبة أغذية الأطفال بشكل خاص؛ لأنهم أمانة ثمينة في أعناقنا ويجب الحفاظ على صحتهم الجسدية والنفسية.