تقرير _ ميرنا حسن
يسعى الشباب السوري في المناطق المحررة إلى تحسين بلداتهم ومدنهم التي دمرتها آلة الحرب بشتى الوسائل، وبإمكانيات متواضعة تحفذها همة عالية تؤمن بأنَّ اليد العاملة بهدف تطوير موطنها لن تخيب وسيكتب لها النجاح حتماً.
من هذا المنطلق وفي منتصف الشهر الجاري بدأت حملة بريف إدلب بسراقب تحت مسمى “سراقب بيتنا” وتتضمن تنظيف الطرقات، تقليم الأشجار، طلاء الأرصفة، وستستمر عبر مراحل عدة انتهت أولها قبل أيام بعد أسبوع من بدئها.
ليث العبد الله أحد مؤسسي الفريق التطوعي ومسؤول الإمداد أدلى لجريدة حبر بقوله:” إنَّ الفكرة جاءت بعد اجتماع بعض الشباب وتشكيلنا لفريق سراقب التطوعي غير المدعوم مادياً من أي جهة أو منظمة، وإنما نحن جمعنا ما نستطيع من المال واقتنينا العدة اللازمة للعمل، وبدأنا بعدد 25 متطوع، ليصل عددنا في اليوم الرابع إلى 70 شاباً وطفلاً ورجلاً مدفوعين بشعور لمحبة البلد وجعلها جميلة”.
أمَّا عن المناطق المستهدفة في الحملة فهي مداخل سراقب الرئيسية، والطرق الرئيسية بالمدينة والسوق، وبخصوص أدوات العمل، قدم الدفاع المدني مع المجلس المحلي بعض الآليات (تركس) وغيره بشكل تطوعي دون الطلب منهم، لكن المجلس المحلي انسحب بعد يوم من عمله معنا وتابع الدفاع عمله بجانبنا، والعمل يومياً يستمر لساعتين (6 حتى 8 مساء) ويمكن لأي شخص جديد الانضمام للفريق والمساهمة بالعمل.
يتابع الأستاذ ليث حديثه بأنهم رفضوا قبول أي مساعدات مادية كي تحافظ الفكرة التطوعية على نقائها؛ لأنَّ هدفهم الأول والأخير هو إعادة الجمالية لسراقب حبا بها، ومن يريد وضع بصمته في تلك الحملة وغير قادر على العمل بإمكانه إحضار عدة للعمل وهم يتابعون سير الأمور.
/5/مراحل تتوالى عقب انتهاء المرحلة الأولى التي قدرت قيمتها التقريبية من المستلزمات 100 ألف ل.س، والتي سيركز خلالها المتطوعون على تشجير الحرش، وترميم الحدائق، ودهان الأرصفة، متناسين تعبهم وقلة وسائل العمل بشكل كبير في المرحلة الأولى، إضافة لتكثيف غارات الطيران الحربي عليهم والتي أدت لإيقاف عملهم بعض الأحيان، أمام شعورهم بالراحة خلال العمل والبسمة التي ارتسمت على وجه الكبير والصغير وحصولهم على نتيجة مثمرة توافق جهودهم الجبارة، وفق بيان تم نشره على صفحة فريق سراقب التطوعي:
“سعينا لإعادة روح التطوع الموجودة بين شبابنا والتحفيز على إشعالها، ونجحنا إلى الآن بشكل غير متوقع ” بتلك العبارة أنهى الأستاذ ليث كلامه مع مراسلة جريدة حبر التي بدورها نظرت إلى تلك الحملة بأنها بداية موفقة لحملات مماثلة تظهر نفع اليد الشبابية التطوعية بها كمساهم ناجح كبير في زرع روح التعاون والاقتداء بهمة ومثابرة شبابها لإضفاء الجمالية من جديد التي تبعث الأمل بأن تكون سوريا صامدا رغم الألم على مرأى العالم أجمع.
بالمقابل كانت السعادة والبهجة في نفوس أهالي سراقب المصحوبة بالشكر والامتنان لتلك السواعد القوية واضحة من خلال تعليقاتهم على كل منشور يتم كتابته على صفحة (الفيس بوك) التابعة للفريق، مما يزيد إصرار الفريق على اختتام مراحل الحملة والبدء بمشاريع خدمية أخرى.