أحمد جعلوك
على مدار السنوات الماضية كان علم الثورة يزيّن معظم سماء حلب، وكان الأمل أن يكمّل شروق النصر عليها كاملة، ولكن الميليشيات التي أتت من كل حدب وصوب حالت دون حلم الشعب السوري، فجعلته شريداً بعيداً عن منزله.
من المنتصر؟ النظام أم الميليشيات الشيعية أم إيران أم روسيا بقواتها؟ في الحقيقة الآن بدأت المعركة بين كل هذه القوى لفرض الهيمنة على الأرض، وبدأ التنازع الإيراني الروسي، إيران الحالمة بالهلال الشيعي انصدمت بمن أطفأ نور هذا الهلال من خلال احتلال روسيا وتزاحمها، والتي ظهرت بمظهر القوي الذي يفاوض عن قوى النظام، دون بروز الدور الإيراني.
اتفاق وقف إطلاق النار أُبرم بضمانات روسية تركية، فروسيا فرضت الهيمنة ولا بدّ لها من توطيد الأمن في مستعمرتها الجديدة، وكذلك من مصلحة تركيا أن تكون الدولة المجاورة لها آمنة فذلك ينعكس إيجاباً على أمنها واستقرارها.
وتم استثناء داعش من هذه الهدنة وهذا يعني أن المعركة لن تنتهي ولكن الصراع بات محدوداً، فاتفاق وقف إطلاق النار يشمل جميع الفصائل الثورية وكما أسلفنا باستثناء داعش.
سيرافق وقف إطلاق النار انطلاق مفاوضات بدعوة روسيّة وأعلن لافروف أن روسيا مستعدة لدعوة القاهرة ويمكن أن تضمّ السعودية وقطر والأردن.
السيطرة على حلب بدعم روسي لم يكن هدفه القضاء على المعارضة السورية، بل الأمر أبعد من ذلك إقليمياً، فروسيا ظهرت بمظهر القوة الأكبر نفوذاً على الساحة السورية وبهذا الانتصار أعلنت للعالم أن احتلالها لسوريا لا يقبل المناصفة.
رَقَص الكثير من أنصار النظام وشبيحته على أشلاء إخوانهم وعلى دمار بلدهم، لكنهم سيدركون أن هذا النصر لم يكن نصرهم، سيدركون أنّهم كانوا يرقصون لمحتل جشع.
حلب لم تسقط، من سقط هو النظام وشبيحته، وعليها في المرحلة المقبلة أن توطّد الأمن في منطقتها التي أرهقت نفسها لتثبت للعالم أن احتلالها لسوريا لا يقبل القسمة على اثنين.
توّحد الفصائل الثورية وانطلاق مفاوضات تفضي لتعيين رئيس يرضى به كل الأطراف ويعطي انتصاراً خجولاً للثورة السورية ومن بعدها اندماج كل القوى المقاتلة على الأرض وطبعاً بعد خروج جميع الميليشيات باستثناء روسيا التي برزت هيمنتها، يليه قتال تنظيم داعش. فهل سيكون ذلك هو سيناريو المرحلة القادمة؟