تحقيق : فارس الحلبيليس القصف فقط سبباً من أسباب النزوح، بل أصبح هناك أسباب أخرى منها مكبُّ النفايات الذي تحرق فيه في منطقة جسر الحج، فعندما تحرق تنبعث من النفايات روائح وغازات سامة مدمرة للأوكسجين وذات خطورة على الإنسان.لقد تحولت الحاويات من وسيلة لتجميع النفايات إلى خطر يهدد سلامة المدنيين ويساهم في تلويث المحيط الحلبي، هذهِ النفايات تلوث الهواء بالغازات السامة الناتجة من تحلل المواد العضوية، إنَّ أكثر الأمراض التي تسببها هذه الحاويات بشكل عام هي الأمراض الانتقالية التي تنتقل عن طريق الحشرات والقوارض ومنها إلى الإنسان، وتنتقل أيضا بعملية الاحتكاك المباشر في هذه الأماكن، وإنَّ أكثر الأمراض التي تسببها هي الحالات الجلدية مثل الحساسية الجلدية، والأمراض الانتقالية مثل مرض اللشمانيا Leishmania)) ومحلياً تسمى بــ (حبة حلب) والكلازار، وقد تتسبب بنقل مرض الملاريا وأمرض بكتريه وفيروسية كثيرة.قامت حبر بجولات ميدانية إلى المنازل القريبة من المكب فتبين أنَّ الأهالي يعانون من عدة أمراض منها تهيج العيون، وتهيج الجهاز المبطن للجهاز التنفسي، والحكة وتساقط الشعر، والتهاب في القصبات الهوائية.مصطفى أحد سكان منطقة جسر الحج يقول:”يرمون القمامات فوق بعضها البعض لتتجمع، ومن ثمَّ يقومون بحرقها، ما يؤدي إلى تصاعد الأدخنة الضارة بالمواطنين المارة والقاطنين، فأطفالي جميعا أصيبوا بأمراض تنفسية من التهاب قصبات وسعال، وإلى الآن لم يتم ترحيل القمامة والاستجابة لنا على الرغم من تكرارنا وإلحاحنا. “أمَّا جُمعة أحد سكان الفردوس فيؤكد:”أصبحت البيوت فارغة بسبب الدخان والروائح وانتشار الحشرات، والحل وجود آليات تنقل هذه القمامة، ودعم مادي للعمال.والمجلس لم يرحِّل هذه القمامة، بل هي في ازدياد نتيجة جمعها من كل أحياء حلب وتجميعها في هذا المكان الذي أصبح مكبَّا”ويضيف لنا سامر أحد الشباب الساكنين في حي جسر الحج قائلاً:”أنا أحاول إطفاء حريق القمامة، فالدخان يسبب المرض لعائلتي، كيف يحرقون القمامة وهناك مدنيون يسكنون قربها؟! هل يريدون قتلنا؟! ألا يكفنا هذا النظام المجرم يقتلنا كل يوم ليقتلونا هم بهذه الغازات؟! إن لم يستطيعوا فليتركوها كما هي حتى يجدون طريقة لترحيها، أصيبت أمي بسعال حاد ولا نستطيع أن نبقى في المنزل، وكل هذا الدخان يتجه إلى منزلنا”نذير أحد عمال النظافة يصيف لنا قائلا:”المدنيون يعانون كثيراً من وجود كل هذه القمامة أمام منزلهم، خصوصاً أثناء حرقها، ولكن ليس في اليد حيلة.معظم الأليات كانت معطلة لذلك لا نستطيع أن نرحل هذه القمامة، وهذا الشعب يعاني كثيراً خصوصاً مع قدوم فصل الصيف، أمَّا الآن فإننا سنرحلها بعيداً عن المدينة”بعد سماعنا كلام بعض العمال والساكنين قرب مكبّ جسر الحج، توجهنا إلى المسؤولين في المجلس المحلي لنعلم سبب تراكم هذه القمامة وتأخير ترحيلها.الأستاذ محمد سندة في المكتب المالي بدأ قائلاً:”كنَّا نرحِّل القمامة إلى خارج مدينة حلب في منطقة الإنذارات، ولكن بعد اقترابها من خط الاشتباك مع قوات الأسد لم يعد يمكننا أن نرحلها، لذلك أصبح جسر الحج هو المكب، والآن بدأنا ترحيل مكب جسر الحج وسيتم إلغاء هذا المكب” ليكمل الأستاذ أحمد ديري أبو أسماعيل عضو المكتب التنفيذي لإدارة المحلية في مجلس مدينة حلب قائلا:”بعد توقيع عقد مع برنامج (الإقليم السوري) بما قيمته 239ألف دولار لصيانة آليات المجلس بدأنا ترحيل القمامة من جسر الحج.نحن لدينا الآن ما يزيد عن مليون دولار عقود خلال الفترة القادمة، بالإضافة إلى أننا حصلنا على عقد تقريباً بـ 200 ألف دولار للكهرباء، وأبرمنا عقدا مع برنامج الإقليم السوري لشراء قطع كهربائية بـ 164ألف دولار أصبحت في مستودعاتنا وسنعمل على تخديم شبكات المدينة من خلالها إن شاء الله”رغم كل ما تعانيه مدينة حلب والتي تعد أخطر مدينة بالعالم تزداد معاناتهم بحرق مكب جسر الحجيجب على المعنيين عدم حرقها وترحيلها لكيلا يكونوا سببا للموت بعد نظام الأسد.