أحمد نعسان |
شهدت منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، غيابًا تامًا للزراعة في الموسم الحالي 2020 جراء الحملة العسكرية التي أطلقها النظام وميليشيات إيران بدعم روسي على المنطقة منذ مطلع العام الحالي، في ظاهرة تُعدُّ هي الأول من نوعها منذ أكثر من 50 عامًا.
وللوقف عند حيثيات الأمر التقت صحيفة حبر المهندس الزراعي (أنس أبو الطربوش) الذي أوضح سبب ذلك بقوله: “إن غياب الزراعات هذا العام عن السهول الزراعية التي تُقدَّر مساحتها بأكثر من (125) ألف هكتار، تعود إلى العملية العسكرية التي أطلقتها قوات النظام وميليشيات إيران وتقدمهم على بلدات وقرى عديدة في المنطقة.”
ويضيف الطربوش: “لم يستطع المزارعون الوصول إلى حقولهم هذا العام وزراعتها، بالإضافة إلى حرق محصول القمح الذي تمَّت زراعته العام الفائت، ما ينذر بكارثة حقيقية تلقي بظلالها على المزارعين أولاً، الذين سيعانون من الفقر والبطالة، إضافة إلى ارتفاع أسعار الخضروات والقمح في الأسواق، ممَّا سيسهم بأزمة اقتصادية حقيقية.”
وتابع (الطربوش): “منطقة الغاب تعد السلة الزراعية الرئيسة للشمال السوري التي لم تغب عنها الزراعات والغطاء الأخضر منذ استصلاح منطقة الغاب في العام 1968 إلا أن جرائم الأسد وميليشياته، أبت إلا أن تخلق واقع تصحر جديد يقضي على مخزونات البلاد واقتصادها، إضافة إلى ذلك يتمتع سهل الغاب بجو مناسب للزراعات المبكرة (الانفاق) منها الخيار والبندورة.
في ظل غياب الزراعات الإستراتيجية مثل القطن والشمندر السكري والتبغ منذ الأعوام الأولى للثورة السورية.”
(محمود العبد الله) طبيب بيطري من سهل الغاب يقول: “إن قرى وبلدات سهل الغاب غرب حماة وما تحتويه من سهول خصبة ومراعٍ طبيعية كانت من أولى المناطق في إنتاج الحليب وتصديره إلى مختلف المحافظات السورية، سيما مدينة حلب، وتُعَدُّ منطقة سهل الغاب من أهم الخزانات الطبيعية للثروة الحيوانية في سورية، إذ وصل عدد رؤوس الأبقار في الأعوام الأولى من الثورة إلى ما يقارب (15) ألف رأس، وعدد رؤوس الأغنام إلى ( 150) ألف رأس، فيما بلغ عدد رؤوس الجاموس 1000 رأس، وأيضًا يُعَدُّ سهل الغاب من المناطق المهمة في تربية الأسماك.”
(محمد نعسان) مزارع من سهل الغاب يقول: “نزحت باتجاه قرى الشمال السوري منذ شهر8 آب العام الماضي، حيث أصبحت قوات النظام المتمركزة في بلدة جورين تستهدف المزارعين بشكل مباشر في الأراضي الزراعية، مما اضطر أغلب سكان المنطقة لترك أراضيهم والنزوح إلى مخيمات الشمال السوري.”
ويضيف(النعسان) بقلب يحترق شوقًا لأرضه: “كل يوم عندما أستيقظ صباحًا أستذكر تلك اللحظات التي أمضيتها في قريتي، واستذكر نضارة الخضار في أرضي والمياه الوفيرة، على أمل أن أعود ذات صباح إلى منزلي وأزرع أرضي.”
يتمنى سكان سهل العودة إلى منازلهم بعد طول فراق تسببت به قوات النظام التي شنت عملية عسكرية واسعة في أيار العام الماضي سيطرت خلالها على عدة بلدات في ناحية قلعة المضيق جنوب سهل الغاب، وأتبعتها بعملية ثانية أواخر الشهر الماضي، أجبرت ما تبقى من سكان سهل الغاب على مغادرة بلداتهم وحقولهم.