بقلم مروة عاصي
في ظلِّ الظروف الخانقة التي نعيشها من الناحية العسكرية التي تلقي بظلالها على كل طرق الإمداد للحاجات الأساسية للإنسان، باتت هذه الحالة تستهلك من صبرنا وتترك آثارها علينا، ولم تفرِّق بين صغير وكبير، حيث كثرت الإصابات والأمراض، وانتشرت حالات سوء التغذية بين الأطفال في الفترة الأخيرة وهي حالة تنتج عن عدم حصول الجسم على كمية كافية من العناصر الغذائية، والتي تسفر عن ظهور بعض من اضطرابات التغذية المختلفة.
فقد قامت منظمة ” أطباء عبر القارات” بعقد دورة تدريبية لتأهيل كوادر قادرة على التعامل مع حالات سوء التغذية “السيمام” بإشراف طبيب الأطفال ” أبو تيم الشامي” وللحديث أكثر عن هذه الدورة قامت ” حبر” بزيارة مكان الدورة ولقاء الطبيب المشرف.
- ما المقصود بـ “السيمام”؟ وماهي أعراضه؟
“هو التدبير المجتمعي لسوء التغذية الحاد، والذي يعد برنامجا علاجيا لسوء التغذية الحاد بأنواعه الذي يحدث في أثناء الحروب والطوارئ، فعند مراجعة الأهل للمركز بأنَّ طفلهم لا يكسب وزنا ولا طولا، نقوم بأخذ القياسات المناسبة مع الانتباه لوجود تشقق أو تقشر بالجلد، أو وجود وزمة انطباعية بالقدمين الساقين أو الوجه، وهناك أيضاً تليف القرنية بسبب نقص فيتامين A.”
- ما هو الهدف من إقامة هذه الدورة؟
“الهدف هو تأهيل وتدريب الكوادر الطبية من أطباء وممرضات، وأيضاً الكوادر التطوعية والخدمية والكوادر الموجودة في المجالس المحلية الموجودة بشكل عام في الإعلام، فمعظمهم ليسوا كوادر تخصصية، ومنهم من حصلوا على شهادات من بعض المعاهد المحلية، ومنهم من ليس لهم شهادات إطلاقا تم تدريبهم على علاج وكشف وتدبير سوء التغذية الشديد الذي يدعى “سام” أو سوء التغذية الحاد المتوسط الذي يدعى “مام”.
- ما الحالات والأعمار التي يستهدفها برنامج علاج سوء التغذية؟
“يستهدف بشكل أساسي الأطفال من الولادة وحتى عمر 6 أشهر، ومن 6 أشهر حتى 5 سنوات، ويهتم بالحوامل والمرضعات اللواتي قد يعانين من سوء التغذية الحاد.”
- كم عدد المراكز التي تغطي علاج حالات سوء التغذية في حلب المحررة؟
كان سابقاً يوجد مركزان أحدهما في حي الشعار والآخر في مركز بستان القصر الطبي، لكن حالياً بعد هذه الدورة تم شمل حوالي 22 مركز ليقوموا بتدبير سوء التغذية حسب البرنامج العالمي “السيمام” الذي يتم تطبيقه حسب معايير منظمة الصحة العالمية واليونيسف ومعايير أطباء عبر القارات.”
- كم تتراوح مدة شفاء حالات سوء التغذية بنوعيه السام والمام؟
تتراوح مدة علاج سوء التغذية الشديد “السام” من شهرين حتى 4 أشهر، وحالات سوء التغذية الحاد المتوسط “المام” من الشهر حتى 4 أشهر، مدة العلاج طويلة وتحتاج لمزيد من الصبر والحكمة ومتابعة من الأهل بشكل كبير.”
- بالنسبة إلى البرامج الغذائية المتبعة، كيف تستطيع بعض الحالات أن تلتزم بالبرنامج، علما أنَّ هناك الكثير من الأسر من لا تجد قوت يومها؟
“قمنا بالمركز بإجراء وجبات غذائية أعدت من قبل طباخين متخصصين وتوزيعها على الأطفال من عمر 6 أشهر حتى 5 سنوات، ولتلافي التقصير قمنا بتأمين الخبز أيضاً للعائلات المحتاجة.
فنسبة انتشار سوء التغذية بنوعيه السام والمام يقارب 14% بحلب الشرقية منها 11% مام و3% سام وهي نسبة كبيرة عالمياً.”
- ماهي الإجراءات الدفاعية التي تحاولون تدبيرها للأيام القادمة؟
“تعريف جميع الكوادر والمجتمع بأهمية المتممات الغذائية، وأنه لا يجب صرفها في مراكز الإغاثة، فهي متممات علاجية بالدرجة الأولى لها استطبابات خاصة ومحددة.”
استثمار الكوادر الموجودة هو ما يلزمنا في الوقت الراهن، والعمل على إحداث المزيد لمثل هذه الدورات التأهيلية التي لها الأثر الكبير في الوضع الراهن.
ويبقى هناك من يمد يده للعون رغم كل الظروف التي تحاول بتر أيدينا وتحجيم العطاءات المبذولة.