بقلم عكيد جولي – الحسكة
لم تسلم فئة من فئات الشعب، ولا شريحة من شرائحه من ويلات الحرب في سوريا، فقد كشف تقرير صادر عن البنك الدولي بأنَّ سوريا تحتل المرتبة 196 من أصل 200 دولة في الحد الأدنى من الأجور، لتكون بين الخمسة الأواخر في العالم من حيث تدني الأجور.
أربعة دول فقط فيها الحد الأدنى من الأجور أقل من سوريا وهي: أوغندا، بروناي، جورجيا وقرغيزيا، هذا التقرير جاء بعد تقرير آخر صدر سابقاً عن صندوق النقد الدولي يعلن فيه أنَّ البنك المركزي السوري فقدَ كامل احتياطاته من قطع النقد الأجنبي، ما يعني أنَّ الليرة السورية أصبحت خبر كان، والعامل بأجر تلقائياً سيكون الضحية الأولى لهذه التداعيات الاقتصادية، فقد سلَّط التقرير الصادر عن البنك الدولي الضوء على أجر العامل في سوريا بشكل مفصّل، وحسب هذا التقرير يعمل 168 ساعة شهرياً بعد استبعاد العطل الرسمية، وبمعدل 8 ساعات يومياً، فقد كان يحصل على 11000ليرة في عام 2010 والآن يحصل على 26250 ليرة، أمَّا بالدولار فقد كان يحصل 220 دولار شهرياً عام2010 أي 1,3 دولار في الساعة الواحدة، أمَّا الآن واعتبارا من 12/5/2016 يحصل على 42,7 دولار شهرياً، وبمعدل 0,2 دولار في الساعة .
وفق هذه الأرقام التي أصدرها التقرير، بقي الراتب ثابتاً دون أي زيادة مذكورة، ليتحسر العامل بأجر في سوريا على لقمة عيشه، لقمة ربَّما تحولت إلى غصَّة في ظلِّ كلام وزير العمل في الحكومة السورية خلف سليمان العبد لله الذي صرَّح للتلفزيون الرسمي مؤخراً بأنَّه لا زيادة مرتقبة على الأجور، وفي هذا السياق يقول نصرالدين عيسى وهو عامل بأجر في شركة الرصافة التابعة للري لـ صحيفة حبر: “أتقاضى أجراً شهرياً قدره 25400 ليرة، وهذا الأجر لا يكفيني لسد حاجاتي، خاصة أنَّ أسرتي مكونة من ستة أفراد، وهذا المبلغ لا يسد الحاجة لأكثر من أسبوع، فالأسعار كلها تقاس بالدولار، ونحن نقبض أجورنا بالليرة السورية التي أصبحت في الحضيض”.
هذا هو الواقع هنا في سوريا، لقمة العيش تنغمس بألف ألف حسرة وحسرة، والعامل بأجر لا يدري أين يتجه وقد سُدًّت كلُّ الطرق في وجهه حتى أصبح يفكر كالباقين بالهجرة خارج البلد علَّ بلداً آخر ينصفه ويقدره حقَّ قدره.