تدور فكرة الكتاب الرئيسية حول مفهوم الاستخلاف وفق فهم صحيح نابع من النص المقدس بعيدًا عن تلك المفاهيم التي انحرفت بالإنسان والمجتمع عن طريقه المنشود، تلك الأفكار التي ولِدت ونشأت في عصور التدهور بعيده عن فهم الجيل الأول.الفصل الأول: خطوط طول وعرض قرآنية هناك سؤال مهم لابدَّ لكل إنسان أن يسأله لنفسه وهو لماذا أنا هنا؟ ولماذا خُلقت؟ طرح هذا السؤال والإجابة عليه كانت واضحة في القرآن، فقد بدأ القرآن مبكرا يوجّه سؤالًا مباشرا للإنسان “أيحسب الإنسان أن يُترك سُدى” لكنَّه لم يأتِ بإجابة على هذا السؤال هنا، بل تركه للإنسان يُعمِل فيه عقله وفكره، وبعد عشر سنوات كانت الإجابة المباشرة “وما خلقت الجنَّ والإنس إلا ليعبدون”.ثم كانت الإجابة الثانية على هذا السؤال في سورة البقرة “إني جاعل في الأرض خليفة” ومن هنا نرى أنَّ الاستخلاف والعبادة يحملان نفس المعنى أو هما بمثابة وجهين لعملة واحدة.الفصل الثاني: القرآن المكي الاستخلاف ثورة خام المتتبع للسياق القرآني حسب ترتيب النزول يجد أنَّ القرآن المكي وضع أسساً وقواعد لبناء المجتمع الراشد المستخلَف، بدأ السياق المكي بعرض قمة الهرم في “ص” وهو الخليفة الراشد داود ووضَّح السياق أهم صفات هذا الخليفة من استخدام كل الوسائل والمعارف المُسخّرة له، إلَّا أَّن هذه الوسائل مرتبطة بعبوديته لله، وقوة المُلك تعتمد على دُعامتين هما: الحِكمة وفصل الخطاب.أيضًا من أهم الإرشادات التي في هذا الكتاب استخدام العقل والفكر للوصول، فها هو إبراهيم في الأنعام يتوصل إلى الإيمان بالله عن طريق إعماله للفكر في الكون من حوله، لذلك استحق أن يكون خليفة، هذه قوانين وسنن الوصول للاستخلاف ولابدَّ لهذا الإنسان أن يعمل على تحقيقها أوَّلا وإَّلا كان مصيره الغرق والهلاك كما في سياق يونس.الفصل الثالث: اللقاء في المدينةكانت الهجرة إلى المدينة بمثابة استئصال كل ما هو موروث جاهلي، والبناء على أسس سليمة، وكان مع هذا البناء بالتوازي الحديث عن الاستخلاف في سياق البقرة “إني جاعلٌ في الأرض خليفة”، هذا المجتمع الجديد مجتمع “كلكم راعٍ” الأنَّ الفرد فيه يفهم أبعادًا جديدة لدوره في هذه الحياة وكيف أنَّه مُطَالب بالرعاية والإنماء، هذا المجتمع الآن يتلقى الوعد من خالقه بالاستخلاف والتمكين والأمن، لكن هذا يتوقف أخيرًا على أمرين لا ثالث لهما “الإيمان والعمل الصالح”.الفصل الرابع: الإيمان منصة الانطلاق، وسداسية الأركانأحد أكبر المفاهيم السلبية التي ترسّخت في عقل الأمة الجمعي هي أنَّ الإيمان يساوي التصديق، وهذا يتنافى تمامًا مع معنى الإيمان في القرآن، فالإيمان في القرآن لم يأتِ إلَّا مصحوًبا بعمل، هذا الإيمان نعم يبدأ بالتصديق إلَّا أنَّه لابدَّ من وجود دافع للعمل، لكن هذا الدافع لن يتحول إلى واقع إلَّا بعد استجلاب كل الطاقة اللازمة للقيام بهذا العمل.فالآن يُصبح المعنى الصحيح للإيمان = تصديق + دافع للعمل + طاقة لازمة لأداء هذا العمل.الفصل الخامس: والعمل الصالح يرفعههذا الإيمان بالمفهوم الصحيح قلنا أنَّه لابد أن يكون مُصاحَبًا بالعمل، وثمَّة ترابط بين الإيمان والعمل الصالح في القرآن في 66 موضع، وهذا يدل على أنَّه هناك رابطة وثيقة بينهما.الفصل السادس: كيف قُتِلَ الخليفة؟ من بين كل الخلفاء الذين تم اغتيالهم في تاريخنا، هناك خليفة واحد لم ينتبه لوفاته أحد، ولم يتم التحقيق في جريمة قتله قط، ولم يتهم أحد، ولم يعاقب بالتالي أحد، ربما لأنَّ موته كان بطيئا وبالتدريج، ربما لأنَّه مات مسموماً ولأن السم كان من النوع الذي لا يقتل إلا بعد فترة طويلةرغم ذلك، كانت نتيجة وفاة هذا الخليفة كارثية بكل المقاييس، ألم تعرفه؟انظر إلى المرآة، وسترى في انعكاسها صورته، لقد قتلوا “الخليفة” في داخلك، وبعدها كان من السهل عليهم أن يفعلوا كل شيء عن موقع يقظة فكر – بتصرف –