الزعتر الحلبي، أشهر المقبلات التي تقدم على موائد إفطار السوريين، حيث يدخل في وصفات كثيرة خاصة المعجنات، ويعتبر جزءاً من التّراث الشعبي لمدينة حلب، ويتم تحضيره بإضافة مكوناتٍ تَزيدُ من قيمته الغذائيّة، وله رائحةٌ مميزةٌ وفاتحةٌ للشّهية.
توارثت الأجيال صناعة الزعتر عامًا بعد عام حتى باتت تراثًا حلبيًا عريقًا، وكان المرحوم الحاج (محمد كسحة) أول من باعه متجولاً في شوارع مدينة حلب حتى افتتح دكانًا عام 1922 في سوق النحاسين بحلب، ثم انتشر وتوسعت صناعته، ومن العوائل الأخرى التي اشتهرت به (قبرصي، والناصر، وغيرهم..) حتى غدا مهنة تقليدية حافظت على سر الخلطات الفريدة له التي تعطيه تلك النكهة المميزة والشهية.
فوائد الزعتر الحلبي
يشتهر الزعتر في التراث الشعبي بأنه يعزّز وظائف الدماغ، وينشِّط الذاكرة لاحتوائه على السِّمْسِم الغني بمادة الفسفور، لذا تحرص الأمهات على تناول الصغار للزعتر خاصةً في فترات الاختبارات، كما أنَّ مكوّنات الزعتر تمتلك الكثير من الخصائص التي تعزّز صحة الإنسان، فالزعتر والأوريغانو والسمّاق جميعها تحتوي على المركبات الفلافونويديّة التي تحمي الخلايا من التلف، فهي تعتبر مصدراً مهماً للمواد المضادة للأكسدة، وبالإضافة إلى فوائد الزعتر والسمسم فإن الإنسان عندما يتناوله فإنه يستفيد أيضًا من فوائد زيت الزيتون الذي لا يُستغنى عنه عند تناول الزعتر. ومن فوائده أيضًا أنّه يقي من تدهور وتراجع القدرات الفكرية، كذلك يعمل على تخفيف أعراض التهاب اللوزتين والحلق والرئتين والفم بالإضافة إلى التهاب الأذن، والتخلُّص من رائحة الفم الكريهة، والسيطرة على التبول اللاإرادي.
طريقة صنع الزعتر الحلبي
يوضع الزعتر البري الجاف في وعاء عميق ويقلب على نار هادئة حتى تتصاعد منه رائحة الزعتر الرائعة مع ملاحظة عدم تركه على النار لفترة طويلة حتى لا يحترق.
يُترك الزعتر حتى يبرد تماماً ثم يُوضع في وعاء عميق ويُطحن ويُضاف إليه جوز الهند الناعم والفستق الحلبي المطحون والسمسم المحمص والسماق وتُحرك المكونات معاً.
يُحمص الكمون والكزبرة واليانسون والشمرة بالتناوب حتى تفوح رائحة البهارات الشهية منها مع ملاحظة عدم احتراقها، وتُطحن “القضامة” أي “الحمُّص” جيداً حتى تُصبح كالدقيق، ثم تُطحن باقي البهارات التي تم تحميصها سابقًا وتُضاف جميع المكونات المطحونة إلى الخليط السابق ثم باقي البهارات كالقرفة والزنجبيل والفلفل الأحمر والملح وملح الليمون، وتُحرك جميع المكونات حتى تندمج مع الزعتر ويُصبح الخليط متجانساً.