شمس الدين مطعون |
تراجع إنتاج البيض بشكل ملحوظ في محافظة إدلب تزامنًا مع ارتفاع أسعاره للضعف تقريبًا مقارنةً مع مطلع العام الحالي، حيث “صار سعر بضع بيضات بسعر الطبق كله، وصرنا نشتري بالبيضة” بحسب (مالك) أحد سكان مدينة وإدلب، ويضيف: “والمشكلة الأكبر عدم الثبات على سعر، اليوم سعر الطبق 18 ليرة تركي، وربما غدًا سعره 20 ليرة” .
وساهم ارتفاع سعر صرف الدولار بغلاء تكاليف الإنتاج بشكل أساسي وارتفاع أسعار البيض، بحسب (أبو قتادة) صاحب محل بيض وفروج.
ويوضح (أبو قتادة) أن “الكثير من مربي الدواجن أغلقوا أبوابهم بسبب ارتفاع التكلفة، في ظل طلب كبير على مادتي الفروج والبيض ” .
لم تشهد أسعار الفروج ارتفاعًا فجائيًا بسبب كثرة الشركات المنافسة التي تعمل على إنتاجه واستيراده أيضًا من الجانب التركي، عكس مادة البيض التي يُمنع استيرادها عن طريق معبر باب الهوى منذ أكثر من عام، بحسب ما أكد لصحيفة حبر (مازن علوش) مدير العلاقات العامة والإعلام في المعبر.
كما علَّق (العلوش) على صورة القرار الذي صدر مؤخرًا بمنع استيراد مادة البيض بأنه “قرار شكلي، خاصة أن البيض لا يدخل عبر معبر باب الهوى، لكن إذ دخل البيض المستورد فإنه يأتي عبر معابر ريف حلب الشمالي، ويصل إلى محافظة إدلب عبر طريق معبر الغزاوية” .
ويقول (مازن العلوش): “إن قرار منع استراد البيض اتخذ بالتشاور مع المنتجين المحليين بهدف إفادة المنتج المحلي، وكانوا قد تعهدوا بكفاية السوق وبأسعار منافسة.”
تراجع الإنتاج
يقول المهندس الزراعي (أحمد غزال): “أزمة النزوح والمعارك التي شهدتها المحافظة ساهمت بتراجع أعداد المنتجين الذين أجبروا على ترك مناطقهم وإغلاق مداجنهم.”
وأوضح أن “الدجاج البيَّاض بحاجة للهدوء التام بعيدًا عن أصوات القصف التي من الممكن أن تؤثر على كمية إنتاجه من البيض، كما أن نوعية العناصر الغذائية التي يتناولها الدجاج له دور كبير في تحسين إنتاجيته وزيادة مدتها، لكن ارتفاع أسعار غذاء الدجاج يجبر الفلاح على الاستغناء عن بعض العناصر الغذائية.”
مربو الدواجن
بالتعاون مع صاحب إحدى المداجن بريف إدلب، أعددنا لكم تقريرًا مفصلًا يوضح عملية سير تربية الدجاج البيَّاض، الذي تمتد دورته على مدار عامين.
في شهر مارس/آذار من العام 2019 كان سعر صحن البيض بحدود 1100 ليرة سورية، ما يعادل وقتها 1.80 دولار أمريكي، حيث بدأ بعدها الدولار يتصاعد وسعر صحن البيض ثابت في الشمال المحرر؛ لاعتماد أغلب مربي الدواجن على تصدير إنتاجهم لمناطق النظام.
ومطلع العام الحالي 2020 أغلقت المعابر التجارية مع النظام في ظل تقدمه على مناطق ريفي حماة وإدلب وحلب الغربي، وهنا بدأت أزمة حقيقة تواجه أصحاب المداجن، حيث أصبحت كمية الإنتاج في محافظة إدلب تكفي ٧٠ % تقريبًا من احتياج البيض في عدة محافظات سورية؛ لأنه كان قرابة 5 مليون دجاجة بياضة تنتج في عموم المحافظة دون إمكانية للتصدير ما أدى إلى انخفاض سعر طبق البيض إلى50 سنتًا أمريكيًا، بينما تصل تكلفته إلى ١،٣٥ دولار أمريكي، وذلك دفع مربي الدجاج لذبح ٩٠% من الدجاج المنتج للبيض بسبب الخسارة الكبيرة بين فارق التكلفة والمبيع.
وفي بداية شهر أغسطس /آب الماضي بدأت مادة البيض تسجل ارتفاعًا ليتراوح سعر الطبق بين 17 و 19 ليرة تركية.
وبحسب عدد من مربي الدواجن، فإن السعر يعدُّ مقبولًا مقارنةً بالتكلفة، وهو ارتفاع طبيعي؛ لأن انخفاض السعر سابقًا كان على حساب خسارة المنتج.
ويقول محدثنا (صاحب المدجنة): إنه تعرض لخسارة 26 ألف دولار خلال 14 شهرًا نتيجة التقلبات التي أثَّرت في سوق البيض وإنتاجه.