باسل إسماعيل |
أطلق صحفيون وناشطون إعلاميون حملة تحت عنوان: “أوقفوا قتل الصحفيين” مطالبين بحماية العمل الصحفي شمال سورية، وذلك بعد حادثة اغتيال الناشط الإعلامي (حسين خطاب) في مدينة الباب بريف حلب الشمالي، من قِبل عنصرين ملثمين على دراجة نارية بجانب مقبرة الباب أثناء قيامه بتغطية إعلامية حول فيروس كورونا في شمال سورية، بعد نحو شهرين من محاولة اغتيال سابقة نجا منها.
وشارك في الحملة عشرات الصحافيين السوريين في الداخل السوري عبر هاشتاغ #الشهيد_حسين_خطاب و#مجلس_الإعلام_السوري، في إشارة إلى التجمع الجديد الذي أُعلن عنه أواخر الشهر الماضي ويضم أربع منظمات صحفية تدافع عن حرية الصحافة في البلاد.
ونشر الصحافيون مقاطع فيديو قصيرة عبر حساباتهم في “فيسبوك” و”تويتر”، وقالت الناشطة (ميساء المحمود) لصحيفة حبر: “منذ بداية الثورة وحتى الآن، هدفنا نقل الكلمة والقضية والثورة لجميع أنحاء العالم، لنعرف الناس أننا شعب قُتل وهُجر ولُوحق أمنيًا، ومازلنا مستمرين لغاية الآن، بعد المخاطر التي مررنا بها، نطالب الجهات الدولية بحماية الصحافيين وحماية الكلمة الحرة.”
أما (عارف وتد) فقال: “حوادث الاغتيال التي تطال الصحفيين في شمال سورية تندرج في إطار حالة عامة تعيشها المنطقة خلال عمليات منظمة تستهدف العمل الإعلامي في المنطقة، التي تنتشر فيها عشرات التشكيلات العسكرية.”
وأضاف: “حتى لو افترضنا أن هناك فلتانًا أمنيًا يستغله البعض لتصفية حساباته مع الإعلاميين والنشطاء، فإن هذا الأمر بدوره يجعل المسؤولية لذات السلطات التي ينبغي لها أن تضبط الأوضاع الأمنية وأن توفر الحماية للمدنيين.”
وتابع بالقول: “إن عمليات الاغتيال تؤثر بشكل كبير على أداء الصحفيين، وهناك حالة خوف شديد وتهديدات كثيرة في بيئة غير ملائمة للعمل وخطرة للغاية.”
(إسماعيل الرج) رئيس المكتب التنفيذي لاتحاد إعلاميي حلب وريفها قال: “إن حادثة اغتيال (حسين خطاب) لها انعكاسات خطيرة على الواقع الإعلامي في المنطقة، فكل العاملون في الإعلام سيجدون أنفسهم معرضين للخطر، وهذا سيؤثر على سوية عملهم ومهنيته إن لم يدفع بعضهم لترك المهنة بل المنطقة ويغادرها نتيجة الخوف.
على جميع الأطراف وخاصة تلك التي ترى نفسها ممثلًا للثورة الالتزام بالقوانين الدولية الخاصة بحماية الإعلاميين، والكف عن ممارسة الرقابة على الإعلام والتعرض للحريات الإعلامية، وحق نقل المعلومات بحرية، كما ندعوها إلى عدم ممارسة سياسة انتقامية وإقصائية بحق الفكر المختلف والتغطية المهنية للأخبار، وإلى ترك الإعلاميين يعملون بحرية مع الحفاظ على سلامتهم وحمايتهم خلال ذلك.”
النشطاء والإعلاميون كان لهم دور بارز خلال سنوات الثورة بتوثيقهم للضحايا والانتهاكات والجرائم التي نفذها نظام الأسد وروسيا وإيران، كما كان لعملهم جانب إنساني بتغطية أوضاع النازحين الذين فرّوا من مدنهم وقراهم نتيجة العمليات العسكرية.
وواجه هؤلاء النشطاء مخاطر جمة، حيث قُتل العشرات منهم جراء القصف الجوي أو خلال تغطيتهم للمعارك.
يذكر أن الصحفيات والصحفيين في سورية يتعرضون لانتهاكات كثيرة في مختلف المناطق، ربما يكون أخفها وطأة التوقيف وأشدها القتل.