عبد الملك قرة محمد |
أجرت صحيفة حبر حوارًا مع الصحفي والباحث الإسرائيلي (إيدي كوهين) الذي أثار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بتغريداته التي تتحدث عن الشؤون المختلفة في العالم العربي، لا سيما مسألة سقوط الأسد في شهر تموز الماضي.
ما طبيعة الموقف الإسرائيلي تجاه الثورة السورية من جهة وتجاه بشار الأسد من جهة أخرى بعد 10 سنوات من الحرب؟
“موقف دولة إسرائيل كان واضحًا منذ البداية، وهو عدم التدخل ولم نتدخل إلا في المسائل التي نشعر أنها يمكن أن تشكل خطرًا أمنيًا على مواطنينا، فمثلاً قمنا في بدايات الحرب بعمليات قصف لمواقع النظام عندما بدأ يضعف، ليس خوفًا بالتأكيد من الأسد ونظامه، ولكن خشية أن تقع بعض الأسلحة في أيدي إرهابيين أو أيادٍ غير أمينة، وفي الوقت نفسه لتأديب الأسد على تطاوله على الانغماس بالعلاقة مع إيران، ونحن كنا في حالة طمأنينة عندما كان الأسد ونظامه مسيطرًا على مدار نصف قرن، فقد أدى الخدمات المطلوبة منه.
ربما لم تدعم دولة إسرائيل الشعب السوري بشكل مباشر لإزاحة الأسد، لكنها في الوقت نفسه لم تقوِّ الأسد على حساب الشعب السوري، وهي ما تزال تنتظر نضوج السوريين حول مستقبل مصير علاقاتهم مع دول الجوار، ومنها دولة إسرائيل.
ربما لا يختلف اثنان على هول مأساة الشعب السوري، ولكن قدر الشعوب العظيمة أن تجدد رسالتها الحضارية بعد تضحيات عظيمة.
نحن في إسرائيل قدمنا حسن نوايا إنسانية، وساعدنا بعض الجرحى السوريين، وقدمنا خدمات إنسانية للاجئين السوريين في اليونان وغيرها.”
ما سبب هذه الإشاعات التي تنشرها بين وقت وآخر عن سقوط الأسد؟
“أنا لا أنشر إشاعات، أنا أستند إلى معلومات ومصادر يصعب على العرب الحصول عليها، أنا محلل سياسي ولست معصومًا عن الخطأ.”
قلت إن الأمر سيحسم في تموز ونحن الآن في آب.. هل يصعب على إسرائيل وأمريكا إسقاط بشار الأسد ولو بمكالمة هاتفية واحدة؟ ما الذي يمنع ذلك؟
“نعم الأسد لم يسقط في شهر تموز، ولقد أخطأت في تقديراتي، لكن منذ الشهر الثالث والأسد يتلقى ضربة بعد الضربة وآخرها قانون قيصر.
والعالم منشغل بقضية (وباء كورونا)، الذي شغل الجميع بطريقة غطَّت على رحيل الأسد.
نعم كان من المفروض أن يتنحى بعد الانتخابات الأخيرة، لكنه غير رأيه بسبب انشغال العالم بفيروس الكورونا، لا ترامب ولا نتنياهو يفكران في الأسد الآن.
والدول تتبع مصالحها، والأسد الأب والابن حافظا على مصالحنا ومصالح القوى العالمية، وقدما لنا خدمات كبرى.
كما أن دور نظام الأسد انتهى، وهناك شرق أوسط جديد ولا يكون ذلك مع أدوات قديمة تم استهلاكها وانتهت صلاحيتها.
ولا في التاريخ القديم ولا في التاريخ الحديث سبق أن سقط نظام لمجرد برقية أو اتصال هاتفي، فالعلاقات الدولية أعقد بكثير من الضحالة الفكرية التي يتم تداولها في أوساط المعارضة السورية، وهنا أشدد على المعارضة وليس قوى الثورة، فقدر الثوار هو المواجهة والتضحية، أما المعارضة لديكم فيفترض أن تمتلك أبسط مقومات فَهْم القراءة للسياسة والعلاقات الدولية.”
هل يَعدُّ الكيان الصهيوني (فهد المصري) رجله الجديد في سورية؟
“هذا السؤال يعبر عن عدم فهم تفسير تغريدتي، لقد تحدثت عن إزاحة الأسد وطرحت تساؤلاً: هل المصري هو الرئيس المقبل؟
و(فهد المصري) هو شخصية مرموقة ومحترمة في مختلف الأوساط السياسية هنا في دولة إسرائيل، رغم أنه لم يقم بزيارتنا بعد، لكن مشروعه السياسي الواضح، وكونه رجل يحمل فكرًا منفتحًا جعله يحظى باهتمام أغلب القوى الفاعلة في إسرائيل.
هناك العشرات من الشخصيات السورية المعارضة (من قيادات في قيادة المجلس الوطني والائتلاف، وهيئة التفاوض، وأغلب المنصات المعارضة تواصلت مع إسرائيل) بل وحتى شخصيات من المقربين من النظام نفسه زارت إسرائيل، وأغلبهم زارونا بالسر ويخشون كشف هذه الزيارة، جميعهم كانوا سذجًا وأغبياء يبحثون أن تمنحهم إسرائيل المال والقوة للوصول إلى الكرسي، ولم يدركوا أن إسرائيل دولة ديمقراطية محترمة ليست بحاجة عملاء، فلدينا ما يكفي في كل المواقع وفي داخل سورية.
(فهد المصري) امتلك احترامنا، فهو رجل شجاع وجريء ومتحدث بارع، يعرف ماذا يريد ويحترم نفسه وشعبه، وهو شخصية مثيرة ومثقفة ويمتلك شبكة علاقات غربية عميقة غاية في الأهمية، وقبل ذلك هو يتمتع بنفوذ مهم مع شخصيات عسكرية سورية مهمة في الداخل السوري.”
على أي أساس اخترت أو رشحت فهد المصري؟ هل مشروع السلام مع إسرائيل فقط ما استندت إليه في ترشيحك؟ أم تمنيك لفهد المصري أن يكون رئيسًا، أم هناك أمور أخرى؟
“أنا لم أرشحه، وسؤالك هنا يسيء، بل يظلم مواطنًا ومعارضًا سوريًا عريق يدافع عنك وعن بلدك.
(فهد المصري) معارض قديم للأسد من الطراز الرفيع، يمتلك تاريخًا نضاليًا، وهو مستقل وابن عائلة دمشقية عريقة، ومن المسلمين السنة الذين يمثلون الاعتدال، ومن سيحكم سورية لا شك سيكون سنيًا معتدلًا ودمشقيًا.
هو يملك رؤية ومشروعًا سياسيًا، والدول لا تدعم أفرادًا بل مشاريع، وكل الذين زارونا أو تواصلوا معنا عبارة عن أشخاص وانتهازيين ولا يملكون مشروعًا وهدفهم فقط الوصول للكرسي.
كما أن مشروع السلام مع دولة إسرائيل الذي قدَّمه المصري يمثل معرفة في السياسة وهو وفَّر في هذه الرؤية على شعبه الكثير من المعاناة في المستقبل.”
سربتَ العديد من الأمور هل يمكن أن نذكر بعض الإشاعات التي حدثت فعلاً بعد أن قمت بتسريب معلومات عنها؟
“أعطني تغريدة واحدة، أو تسريبًا لم يحدث، أو تغريدةً فيها شك بالمعلومات! أنا أستند إلى مهنيتي وعملي الأكاديمي والعملي، وكل المعلومات التي أقدمها عن معرفة، وأتحدَّى أن يقدم أي شخص في النظام أو المعارضة أو المعارضات التابعة للنظام السوري ومخابراته دليلاً يثبت عدم مصداقية أي معلومة نشرتها عنهم.
هناك بعض الشخصيات بعد أن تم استهلاكهم واستبعادهم عادوا من جديد من بوابة رفع سقف الخطابات والشعارات في الوقت الذي تم فيه التعميم على مشاريع حية تستطيع أن تنال رضا وقبول دول القرار العالمي لو التفَّ الشعب حولها، ومثال ذلك مشروع (فهد المصري)، فقد قدم مشروعًا متكاملاً، لكنكم، أنتم السوريين، تعشقون من يبيعكم الوهم والكلام والشعارات والخطابات الرنانة، وأنا واثق أنكم ستندمون على إضاعة الفرصة بعدم الاستغلال للمشروع .
في الحقيقة إن جزءًا من السوريين يعشقون طغاتهم ومن يسرق رغيف خبزهم، ويتركون الشخصيات الوطنية ويركضون وراء من تاجر بدماء السوريين وباع أراضيهم المحررة وسلم مدنًا لإيران وشرّع التفاوض مع نظام الأسد، وهذه الشعبوية الطاغية على الحالة السورية تذكرني بالحركات الشعوبية التي تغلغلت في الخلافة العباسية ثم أضعفتها وأنهتها للأبد.”
ما رأيك بمن يقول إن بشار الأسد حامي حمى الكيان الصهيوني وهو أكثر الأشخاص المرضيين عنهم لأنه يحمي حدودها؟
“دولة إسرائيل ليست بحاجة الآن لحماية حدودها من أحد، لكن الأسد ونظامه تطوع لذلك، والكارثة التي تحيط بالشعب السوري أن أعداءهم بينهم ويقرؤون المشهد جيدًا،
والدليل أن إيران التي أرعبت العرب والسوريين وشرَّدتهم وقتلتهم تلهث لتحظى بتفويض يمكنها من حماية حدود إسرائيل، على غرار دورها في حماية حدودنا مع لبنان عبر حزب الله في الماضي حموا حدودنا.”
ما نهاية التدخل الإيراني في سورية؟ وهل يمكن أن يتطور إلى حرب بين الكيان الصهيوني وإيران؟
“دولة اسرائيل تتمنى السلام وتعمل من أجله، ومن يعمل من أجل السلام من الطبيعي أن يراهن على الشعوب، ولكن إذا ما استمر السوريون في سباتهم فلا أضمن قبول دولة اسرائيل بإعطاء دور لإيران أو حتى النظام نفسه للاستمرار بعملهم التطوعي في حماية حدودنا.”
ازدادت وتيرة الغارات الإسرائيلية على المراكز التابعة للنظام وإيران، ما الهدف من هذه الغارات الجوية؟
“إن ضرباتنا محدودة فقط، حتى لا تدعي إيران أن لها فضلًا في حماية أمن إسرائيل.”
من المسؤول عن زرع العبوات الناسفة في هضبة الجولان؟
“المسؤول هي القوى المتصارعة للحصول على مكافاة بالعمل التطوعي لحماية حدودنا.”
كيف تقيِّم الدور الروسي في سورية؟ وهل هناك موافقة إسرائيلية لِما تقوم به روسيا في سورية؟ إذا كان لا فما الإجراءات المتخذة للوقوف بوجهها؟
“روسيا دولة حليفة لدولة إسرائيل وشريك إستراتيجي، والدليل على ذلك الاجتماعات الأمنية المشتركة مع الأمريكيين والروس التي تحدث تباعًا في إسرائيل؛ للتنسيق الأمني والعسكري والسياسي حيال سورية والمنطقة.”
1 تعليق
Ghaleb dehni
قيراطة انسان غبي وتافه …. لايفقه شيئ بالسياسة … لايليق به غير دور رجل المخابرات الإجرامي