أطلقت صحيفة حبر الملتقى الثقافي الاجتماعي الأول في ريف حلب، والذي يهدف إلى أن يكون منصة للنشاط الشبابي بشكل خاص والمجتمعي بشكل عام، حيث تسعى الصحيفة لتكون أكثر قرباً من مجتمعها وقرائها، وتشاركهم بشكل أكثر فعالية طروحاتهم وهمومهم .
كما تهدف الصحيفة بحسب تعبير القائمين عليها إلى أن تكون وسيلة للشباب الطموح للتعبير عن رأيه عبر صفحاتها، وتساعدهم على إتقان فنون الكتابة ليتمكنوا من صياغة أفكارهم ورسائلهم بشكل يجعلهم أكثر قدرة على مخاطبة جمهورهم ومجتمعاتهم. والتعبير عن المستقبل الذي يحلمون به.
غسان الجمعة أحد مسؤولي التحرير في الصحيفة ومدير الملتقى عبر عن ذلك بقوله: إن حبر صحيفة اجتماعية بالدرجة الأولى، وفكرة الملتقى جاءت من الحاجة التي شعرنا بها بضرورة تفاعل المجتمع مع المؤسسات التي تعمل من أجله، لكي يساهم بشكل مباشر في توجهاتها بحسب اهتماماته وطموحاته الحقيقية لا عن طريق التصورات التي تبنى عن هذا المجتمع فحسب .
نسعى إلى النهوض بالشباب السوري واستثمار طاقاتهم وطرح مشاكلهم والتعبير عن أفكارهم من خلال إدخالهم في خضم العملية الصحفية ليكونوا أعضاء فاعلين قادرين على حمل رسالة القيم الإنسانية إلى الأجيال القادمة.
الملتقى حضره عدد كبير من الناشطين والناشطات في مختلف مجالات العمل المجتمعي . وتخلّله عرض عام عن العمل الصحفي وعدّة نقاشات عن التحديات والمشكلات التي تواجه المجتمع المحلي، كما طرح الحضور مشاكل حساسة جداً، وتطرقوا إلى حلّها من خلال إبداء بعض الآراء حولها، ومنها :
- تقصير وزارات الحكومة المؤقتة (الصحية والتعليمية والزراعية بشكل خاص)
- المشاكل التي تواجه التعليم في الداخل (الاعتراف القانوني – ونقص الدعم والكوادر المؤهلة).
- مشكلات الهجرة (نتائج وأسباب) وضرورة البحث عن حلول
- عدم وجود رقابة في الأسواق على البضائع نوعاً وكماً وجودةً ومصدراً، حيث أنّ الأسواق غارقة بالمنتجات الإيرانية التي يجب مقاطعتها.
- بحث مسألة الانفصال التي يعيشها المجتمع بين مؤسساته الأمنية والمدنية . والقطيعة بينهما، وعدم وجود أي تنسيق بنّاء، قادر على إعادة إنتاج مؤسسات دولة حقيقية.
- الكفاءة في التعليم والمؤسسات والمنظمات وسلبياتها التي تنعكس على المجتمع
- الغلو والتطرف واختفاء التوعية الإعلامية بشكل واضح. والانشغال الإعلامي بالأخبار فقط .
- عدم وجود جهاز قضائي مستقل وموحد .
- تدهور قيمة الليرة وآثارها على المجتمع
- التأكيد على ضرورة توعية الرجل بأهمية مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية والصعوبات التي تواجهها.
طالب الحضور بتبني هذه المشكلات من قبل وسائل الأعلام والناشطين ومؤسسات المجتمع المدني وكوادر حكومة الائتلاف الموجودين في الداخل والخارج .
واختتم الملتقى أعماله بورشة عمل للحاضرين حيث قسموا أنفسهم لثلاثة مجموعات، تناولت كل مجموعة موضوعاً من الموضوعات التي تم طرحها للنقاش، وقد خرج الحاضرون بعدد من التوصيات في كل من الموضوعات الثلاثة ..
بعد ما يقارب ساعة من النقاش قدمت المجموعة الأولى مخرجاتها على ورقة مدعمة بالملاحظات وقرأ مخرجات المجموعة الأستاذ محمد عصمت أحمد (ماجستير في الاقتصاد ومدير جمعية إغاثية) حيث تحدث عن عدة مشكلات لا سيما في مجال التعليم، وأهم العوائق التي وقفت بوجه الطلبة لإكمال دراساتهم العليا (الماجستير والدكتوراه) وأكّد على أهمية نشر التوعية الصحيّة منوِّها إلى تقصير المؤسسات المسؤولة عن هذه الأمور، ولا سيما (وزارتي الصحة والتعليم العالي) مشيراً إلى خطورة مشكلة الهجرة سواءً لأجل العمل أو الدراسة، والناتجة عن مشكلة البطالة وعدم توفر التعليم، والتي ينبغي حلّها بطريقة واعية، ثم اثنى الاستاذ محمد على إدارة حبر مؤكداً تميّز الملتقى عن غيره من الفعاليات بضمه وجوهاً مثقفة وشرائح متعددة، وحاجة المجتمع لهذا النوع من الفعاليات التي تسهم في تعزيز الحوار والمشاركة المجتمعية في طرح القضايا الهامة التي تعايشها، وتابع طرح مخرجات المجموعة الأستاذ مهند أحمد درويش (ماجستير في الصيدلة ويعمل في مشافي الأتارب) مؤكداً على أهمية اختيار الكوادر التي تدير المؤسسات لاسيما (القانونية والصحية) ومنوهاً إلى ضرورة التعاون بين المؤسسات المدنية والعسكرية والدور الهام الذي تلعبه الصحافة والملتقيات الثقافية في ذلك عن طريق العمل على تقريب وجهات النظر المختلفة . وتمنّى أن تعالج طروحات الملتقى القادمة هذه النقاط لأنّها تلامس المجتمع بشكل مباشر.
أما المجموعة الثانية والتي تناولت الحديث عن المشكلات التي تعاني منها مختلف فئات المجتمع، فقد قدمها الشيخ عبدالرزاق الرحمون (من محافظة حماه ابن مدينة حلفايا) حيث أكد الشيخ أنّ المجتمع الآن هو بأمس الحاجة إلى تنمية جميع قطاعاته لتغدو قادرة على مواجهة النظام واستبداده، لاسيما ما يعانيه المجتمع من مشكلتي التطرف والتجزئة الطائفية، التي هي بعيدة عن قيم المجتمع السوري، مركّزاً على نقطة الوسطية في الدين و الرابطة الوطنية بين أبناء الشعب السوري، كما تطرق إلى ضرورة مراعاة اقتصاد الأزمات وتوفير الخدمات الضرورية التي تساهم في رفع سوية المعيشة في سوريا، وقال: إن صحيفة حبر اليوم ومن خلال هذا الملتقى تضع نواة لحوار حضاري بين مختلف أبناء الوطن بما يجمعه من وجوه مثقفة وشرائح تساهم في تشكيل الفسيفساء السورية المتعددة . وتمنى أن يتم العمل على دعم هذا النوع من الملتقيات في مختلف مناطق الجغرافيا السورية.
أمّا المجموعة الثالثة وهي مجموعة النساء التي ضمت عدداً من خريجات الجامعات اللواتي يتميزن بالنشاط الاجتماعي والثقافي والإعلامي، فقد ناقشت دور المرأة السورية في المجتمع وفي العمل الإعلامي لنقل قضياها إلى العالم، وقد قدمت مخرجات هذه المجموعة الآنسة فلك أحمد (إجازة في اللغة العربية في جامعة حلب وكاتبة صحفية) حيث أكدت أنّ للمرأة دور هام لا يمكن تجاوزه وخاصة في المراحل القادمة، لاسيما في المجال الإعلامي حيث أنّها الأقدر في التعبير عن رأيها وطرح مشكلاتها من وجهة نظرها هي، لذلك لابد من توفير زاوية في “صحيفة حبر” خاصة بطرح مشكلات المرأة وتفعيل دورها في نشر الوعي الثقافي ولا سيما في الأرياف، وأن مشاكل المرأة هي مشاكل المجتمع ولا يجب النظر إليها على أنّها مشكلات خاصة، فمن الضروري نشر الوعي الديني الصحيح في معاملة المرأة، فالإسلام منحها الحرية والمساواة والحقوق الكاملة، ويجب أن يعي المجتمع ذلك، لنتخلص من جميع القيم البالية التي تحرم المرأة من التعلم ومن المساهمة في بناء الوطن ونهضته، وختمت الآنسة فلك بقولها: إنّ ملتقى حبر يمثل منبراً لطرح مشاكل المرأة، وإنه أسلوب جديد سيساهم في تشكيل بيئة خصبة لطرح هذه المشكلات. كما شكرت اهتمام القائمين على الملتقى بحضور المرأة إليه، حيث تم تأمين سيارات خاصة لنقل النساء الراغبات بالحضور إلى مكان انعقاده من مختلف مناطق ريف حلب، في ظل عدم توفر المواصلات العامة بشكل جيد .
في الختام شكر القائمون على الملتقى الحاضرين وتكبدهم عناء الوصول إلى مكانه، وأكّدوا أنّ فعاليات الملتقى ستستمر في مختلف المجالات، وأن الصحيفة ستعمل على تغطية جميع التوصيات التي خرج بها الحاضرون وإيصالها إلى مختلف الجهات السورية صاحبة الصلة، لنعمل معاً على تحقيق ما يمكن تحقيقه .