لمى السعود |
يتأثّر التعليم في سورية كثيرًا يومًا بعد يوم؛ بسبب الظروف الجائرة للحرب التي مضى على بدئها أكثر من تسع سنوات، لا سيما ظروف النزوح وتراجع الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وأضيف إليها مؤخرًا وباء كورونا، الذي تسبب بإغلاق المدارس والجامعات وحال دون متابعة الطلاب لتعليمهم بشكل مباشر، وجعلهم يلجؤون إلى نظام التعليم عن بُعد.
و للوقوف على آخر تطورات التعليم، وكيفية التعامل في ظل الخوف من تفشي فيروس كورونا، والصعوبات التي تواجه طلاب المحرر، التقت صحيفة حبر الدكتورة (هدى العبسي) وزيرة التعليم في الحكومة المؤقتة، حيث أكدت لنا تفعيل التعليم عن بُعد ليكون إجراءً احترازيًا لمنع تفشي فيروس كورونا، كما يتم رفع الدروس التعليمية على منصة اليوتيوب في موقع الوزارة.
أما بالنسبة إلى الصعوبات التي تواجه الكادر التدريسي والأهل على حد سواء، قالت (العبسي): “هناك صعوبات كثيرة أهمها عدم توفر الإنترنت عند كثير من الطلاب، أو عدم توفر أجهزة إلكترونية، أو وجود أكثر من طفل في سن التعليم، وهذا يزيد العبء على العائلة لمشاركتنا أعباء تعليم طلابنا، ندرك أن الواقع صعب والإمكانيات ضعيفة، لكن من يريد التعلم والوصول إلى العلا عليه الصبر ومضاعفة الجهد، فالنجاح يأتي بعد عمل ودراسة متواصلة، وأنا أثق بقدرة طلابنا على تجاوز هذه الأزمة.”
وأردفت: “أبناؤنا تجاوزوا أزمات أكثر خطورة من وباء كورونا، وباء الأسد، ووباء القصف والتهجير والاستهداف المتعمد للمدارس والأساتذة والطلاب، وقطع الرواتب عن المعلمين من أجل كسر إرادة الطالب والمتعلم لعدم استمرار التعليم”.
وفي سؤالنا لها عن كيفية التعامل مع طلاب المدارس، وموعد امتحانات الفصل الدراسي الثاني، أجابت (د.هدى): “تم الانتهاء من امتحان الفصل الدراسي الثاني باعتماد علامات الفصل الدراسي الأول للتعليم الانتقالي.” وأضافت: “قامت الوزارة بإعادة شاملة لمنهاج البكالوريا أدبي _ علمي، وشهادة التعليم الاساسي والبث على قناة اليوتيوب الخاصة بالوزارة، كما قد تقرر امتحان الشهادات في الرابع من الشهر السابع، وبفضل الله ثم بعزيمة الصادقين من الكادر التعليمي والإداري، يستمر التعليم و بعون الله الطلاب ماضون في طريق العلم والمعرفة”.
كذلك الحال في كليات ومعاهد جامعة حلب الحرة، حيث التقت صحيفة حبر (مرعي الرضوان) الطالب في كلية الطب البشري، ليطلعنا على موعد الامتحانات بقوله : “تأجل امتحان الفصل الدراسي الأول؛ بسبب الهجمة الشرسة للنظام على ريفي إدلب وحلب، فاضطرت الجامعة لتأجيل الامتحان عدة مرات، ثم لإلغائه بسبب تهجير معظم الطلاب والأساتذة من مناطقهم، تلاها الفصل الدراسي الثاني الذي تأجل احترازيًا بسبب كورونا، وتلقينا المحاضرات عن طريق الإنترنت، كما حددت امتحانات الفصلين الأول والثاني في الفترة الواقعة بين 27 / 6 و 3 / 9، على أن يليها دورة امتحانية ثالثة، يتم تقديم جميع المواد المحمولة في الدورات السابقة، و تنتهي الدورات الامتحانية جميعًا في 22 / 10 “.
هكذا تستمر الحركة التعليمية في المناطق المحررة في سورية، فرَغم الوضع الصعب للتعليم من قصف وتهجير وغياب أدنى مقومات الحياة، تلاها أزمة فيروس كورونا، والخوف من كارثة تفشيه، فإن الكوادر التعليمية تبذل جهودًا جبارةً لاستمرار العملية التعليمية، بهدف بناء جيل متعلم يحمل هم الأمة، ويعمل لبناء المجتمع ونهضته على جميع المستويات.