أكدت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية أن القصف الصاروخي الذي تعرض له مطار “حميميم” منذ أيام هو ما اضطر وزير الدفاع الروسي إلى الاتصال بنظيره التركي، حيث أعلنت حينها موسكو عن “هدنة مؤقتة” تلاها انخفاض ملحوظ في نشاط الطيران الروسي.
وقالت الصحيفة: إن هجوماً صاروخياً شنته الفصائل الثورية على قاعدة حميميم العسكرية الروسية يوم الأحد، كان وراء المحادثة الهاتفية بين وزيري الدفاع التركي ونظيره الروسي.
وقد أعلن الروس حينها بشكل غير رسمي عن هدنة من جانب واحد لمدة 72 ساعة، ومنذ ذلك الحين انخفضت وتيرة مشاركة الطيران الروسي في القصف ليحل محله طيران نظام اﻷسد ويواصل قصف المدنيين.
واعتبرت الصحيفة الروسية أن لأنقرة علاقة غير مباشرة بالهجمات الصاروخية على حميميم ونقلت عن بوابة avia.pro الإلكترونية ادعاءها أن وكالة “إباء” التابعة لهيئة تحرير الشام نشرت صوراً لآخر قصف تعرضت له القاعدة الجوية الروسية، وقد كانت القذائف تحمل علامات باللغة التركية، لكن صورها حُذِفت بعد بضع ساعات من نشرها.
كما نقلت “غازيتا” عن صحيفة “ريبورتيور” قولها: إنه “وفقاً لمعلومات موضوعية، فمن تركيا بالذات يحصل المقاتلون ضد النظام السوري على الأسلحة والذخيرة والإمدادات الأخرى، ومن أراضي إدلب بالذات، تُشن بانتظام هجمات على قاعدة حميميم العسكرية الروسية، ومن الواضح أن هذه الهجمات على حميميم مستحيلة من دون دعم تركي”.
من جهته قال خبير المعهد الروسي للدراسات الإستراتيجية، فلاديمير ايفسييف: إن راجمات الصواريخ الحديثة التي يستخدمها المقاتلون “لا يمكن وصولها إلا من أراضي تركيا”.
أما الخبير العسكري، الجنرال يوري نيتكاتشيف فقد اعتبر أن الأسلحة التي تتلقاها الفصائل في إدلب لا يتم توفيرها بالضرورة بناءً على أوامر من أردوغان، بل “يمكن افتراض أن أنقرة تزود حلفاءها ممن يسمون بالمعارضة المعتدلة بمثل هذه الأسلحة، فيبيعها هؤلاء إلى الأشرار، رغم أن هذا لا يغير شيئاً في الجوهر الحقيقي لسياسة أردوغان حيال النزاع السوري” على حد وصفه.
ووفقاً لـ”نيتكانشيف” فإن “أردوغان، الآن، كما كان من قبل، غير مهتم في التواصل مع بشار اﻷسد ذلك أن اﻷخير سيطالبه بإخلاء الأراضي التي تحتلها تركيا، وهذا غير مربح لأنقرة”.
يشار إلى أن هجمات الميليشيات المرتبطة بروسيا لاقت فشلاً واستعصاء على اﻷرض في ريف حماة الشمالي بعد تكبدها خسائر فادحة واستعادة الفصائل جزءاً كبيراً مما خسرته.
المصدر: نداء سوريا