دعاء عبد الله |
شهدت أرياف مدينة إدلب حركة نزوح كبيرة لم يُشهد لها مثيل في التاريخ المعاصر، ما فرض على المنظمات والفرق الإنسانية القيام بجهود أكبر ومشاريع أكثر لتغطية بعض احتياجات النازحين الذين خرجوا بما استطاعوا حمله من متاع.
وتُعد منظمات المجتمع المدني أحد أهم الأسس التي تساعد في تحسين أوضاع النازحين من خلال توفير الخيام والطعام وبعض الألبسة في ظل الظروف المأساوية التي يمرون بها دون مأوى في هذا الشتاء.
صحيفة (حبر)، وفي ظل تغطيتها لمشاريع وحملات الاستجابة التي تقوم بها المنظمات والفرق الإنسانية في الشمال السوري، التقت رئيس مجلس إدارة (ملتقى البيت الحلبي) الأستاذ (صفوان زيزان) للحديث عن أهم النشاطات التي قام الملتقى في ظل حملات الاستجابة، حيث قال: ” نظرًا للظروف المصاحبة للنزوح التي أفرزت شحًا بتوفير مادة (الخبز) لانخفاض قيمة الليرة أمام الدولار، واستهداف النظام السوري للأفران بشكل مباشر، قمنا في الملتقى
بإطلاق مشروع (خبزي لأهلي) للمساهمة ما استطعنا في تأمين الخبز لأهالينا النازحين، لأن الخبز مادة أساسية لا يُستغنى عنها في ظروف بات فيها تأمينه أمرًا شبه مستحيل لدى بعض العوائل الفقيرة النازحة.”
وعن الأماكن التي تمت تغطيتها بتوزيع الخبز، أجاب (زيزان): “استهدفنا في المشروع العديد من الأماكن، منها مخيمات النازحين في مناطق حزانو وكفر يحمول في ريف إدلب، ومنطقة دارة عزة وما حولها في ريف حلب الغربي لمدة 15 يومًا، وقد تجاوز عدد الحالات المستفيدة أكثر من 8250 مستفيد.”
وأضاف (زيزان) أنه “تم العمل ضمن مشروع الاستجابة الطارئة لأهلنا النازحين من مناطق ريف إدلب الجنوبي، وذلك باعتراض سيارات النازحين على أوتوستراد إدلب باب الهوى لمدة أسبوع وتوزيع أكثر من 1200 وجبة جاهزة للأكل على سيارات النازحين التي تسلك الطريق.”
وفي مشروع آخر أردف السيد زيزان بقوله: ” نفذ أيضًا فريقنا مشروع معونة الشتاء في حملته السابعة، وذلك من خلال زيارة مخيمات النازحين الجدد القادمين من مناطق معرة النعمان وما حولها، وتوزيع مادة البيرين المستخدمة في التدفئة.”
وكشف أنه تم توزيع قرابة الأربعين طناً من مادة البيرين على أكثر من 1000 مستفيد في كل من (مخيم السلام في منطقة باريشا، ومخيم جرجناز في الدانا ناحية حارم).
وبحسب الأستاذ (صفوان) فإن كل ما تقدم من مشاريع تم تخصيصها للنازحين الجدد نتيجة أوضاعهم المأساوية، حيث أوضح عن تفاصيل أخرى للمشاريع بقوله: “وزعنا أيضًا 100 وجبة ساخنة يوميًا على مدار 10 أيام للنازحين مؤخرًا في المخيمات الجديدة بعفرين، وكل وجبة تكفي عائلة نازحة مؤلفة من خمسة أشخاص، وكان أغلب توزيع الخبز مُركزاً على المخيمات في قرى شمال حلب وجنوب إدلب مثل مخيم باريشا.”
يُذكر أن منظمة (ملتقى البيت الحلبي) أسسها مغتربون من مدينة حلب بعد انطلاق الثورة السورية، ورئيس الملتقى الفخري الدكتور (عبد الله سلقيني)، وربما يُوحى من الاسم أن أعمال الملتقى خاصة بحلب، إلا أن (زيزان) أوضح بقوله: “منظمتنا مرخصة في تركيا ولدينا مكتب هناك، أما التسمية جاءت وقتها نتيجة التركيبة المجتمعية للأردن كون معظم المؤسسين هم مغتربون في الأردن، حيث إن لكل عشيرة في الأردن ملتقى تجتمع فيه، والسوريون هناك أخذوا عنهم ذلك فأصبح لهم ملتقياتهم التي أسموها على محافظاتهم السورية، ونحن حوَّلنا ملتقانا إلى منظمة مجتمع مدني مرخصة في تركيا كما أسلفت لمساعدة أهلنا على امتداد سورية وليس فقط حلب، فقد ساهمنا سابقاً في دعم الأيتام والنازحين طوال سنوات الثورة في مدينة حلب والغوطة وغيرها من المناطق.”
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت نزوح أكثر من نصف مليون مدني منذ بداية العام الحالي جراء التصعيد العسكري لقوات النظام وروسيا على إدلب، ويعيش هؤلاء النازحون في ظروف صعبة.