سلوى عبد الرحمن
تحتاج المرأة السوريّة إلى الدّعم والمساندة والتشجيع وخاصة إذا كانت ممن يمتلكن الموهبة والعلم والثقافة، لذلك أقامت جريدة حبر بالتعاون مع جامعة إدلب دورةً تدريبيّةً وذلك لمدة أربعة أيام في رئاسة الجامعة في “فن الخبر الصحفي” من أجل توعيتهن وتأهيلهن للمشاركة في العمل الصحفي، وذلك بعد إخضاعهنّ لتدريباتٍ ونشاطاتٍ متنوّعة خلال مدّة الدورة واكتسابهنّ مهاراتٍ في كيفيّة الكتابة.
شاركت في الدورة التي مدتها ست عشرة ساعةً تدريبية، وبحضور خمس وعشرين طالبةً جامعيّة من مختلف الاختصاصات، وافتتح اليوم الأول من التدريب بتعريف المتدرّبات بالصحافة وفنونها المختلفة (الخبر، التقرير، التحقيق، الحديث الصحفي والمقال)، إضافة إلى أهميّة العمل الإعلامي في وقتنا الراهن، كما تضمّن التدريب ورش عملٍ بهدف تنمية مهارتهن ورفع مستواهن في تلك الفنون.
أما في اليوم الثاني فقد أكّدت المدرّبة سلوى عبد الرحمن على ضرورة اكتساب الصحفي الخبرة والمهارة من الميدان فهو المعلّم الأول، وتمَّ التعرُّف على أنواع الخبر وعناصره وكيفيّة كتابته وشرح الأسئلة الستّة التي يجب الإجابة عليها أثناء كتابة الخبر.
وفي اليوم الثالث تضمن التدريب شرح عن كيفيّة التغطية الإخباريّة للأحداث تلاها عدة نشاطاتٍ تدريبيّة عن مهارة الإلقاء والاستماع والكتابة لأنّ الصحفي إنسانٌ مميز بحواسه الخمس، عليه أن يكون محاوراً ومستمعاً وكاتباً جيداً.
تمّ تقسيم المتدربات لمجموعاتٍ وتكليفهنّ بإنجاز عدد من المجلات التي تضمّن محتواها أبرز ما تمّ إنجازه في الدورة من مقالات وتقارير ومعلوماتٍ علميّة وثقافيّة واجتماعيّة .
اختُتمت الدورة بكيفية تحرير الأخبار والعناوين واستعراض أبرز ما تمّ تناوله خلال الدورة، وتكليف الطالبات المشاركات بصياغة الخبر عن طريق الرسم والإجابة عن الأسئلة الخمسة ثم كتابته بشكلٍ صحفي وذلك لترسيخه في عقولهن.
وأبدت المتدرّبات شكرهنّ لجريدة حبر ومدربيها لمنحهنّ فرصة التدريب والتعاون معهن وعن الجهود التي بذلت في كيفيّة إيصال المعلومات لهن بطريقة سهلة والإجابة عن جميع التساؤلات التي تساعدهنّ في تجاوز العقبات التي قد تواجههن في حياتهن العملية فيما إذا انخرطن بالعمل الصحفي.
“بأيدينا نلون مستقبلنا”، “بالعلم نرتقي وبالأمل نبني الوطن ولا مكان لليأس بيننا”، هذه العبارات عناوين لبعض ما نسجته الأنامل الناعمة من مقالاتٍ وتقاريرٍ علّقنها على الجدار في صالة التدريب.
يهدف هذا المشروع الذي تقيمه صحيفة حبر لإعداد جيلٍ جديدٍ متميزٍ ومبدع ولتنمية الحس الإبداعي لديهم في ظل الأزمة السوريّة وذلك للنهوض بالإعلام الحر وسدّ حاجته من خلال مشاركتهم في الأعمال الإعلاميّة وربطها بقضايا المجتمع ومؤسسات الدولة.
في مقتبل أعمارهن استطعن بثّ روح الأمل والتفاؤل في النفوس خلال الدورة وتجاوزن كل المصاعب التي تواجههن في فترة الحرب من قصف مستمر تتعرض له كافّة المؤسسات التعليمية، ومن يدري فلربّما تولد صحفيات صغيرات من رحم الألم والمعاناة ليعملنَ في مهمة إيصال حقيقة الحرب في سوريا.