تقرير وتصوير: عمر عرب
محاولات مستميتة تقوم بها قوات النظام من أجل السيطرة على طريق الكاستيلو الذي يحظى بأهمية بالغة وموقع استراتيجي بالنسبة إلى قوات النظام، لأنَّه يمثل لدى قوات المعارضة نواة ومحورا لقوتهم ونقطة ارتكازهم ، فهو شريان حركة نقل البضائع والمساعدات الإغاثية والمواصلات مع الريفين الشمالي والغربي، إضافة إلى كونه طريق الإمداد الوحيد لدى الثوار ضمن المناطق المحررة، فهو يعتبر المخرج الشمالي لمدينة حلب الذي يصل ريفي المدينة الشمالي والغربي مع أحياء المدينة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، فالسيطرة عليه تعني إحكام إطباق الحصار على المناطق المحررة، وجعلها ضمن قوقعة صغيرة لا تتجاوز مساحتها كيلو مترات.
إضافة إلى كلِّ ذلك في حال سيطرة قوات النظام على الطريق وإحكام حصار حلب _لا قدر الله_ يصبح لديه ورقة ضغط رابحة ضد فصائل المعارضة، وذلك ضمن المفاوضات الجارية في مؤتمر جينيف.
بناءً على كل تلك المعطيات، دخل في الفترة الأخيرة طريق الكاستيلو ضمن حسابات الصراعات العسكرية على الأرض بين كل الأطراف المتنازعة، وتوجهت الأنظار نحوه من قِبل الثوار وقوات النظام وميليشياته، ووحدات حماية الشعب الكردية التي تحكم سيطرتها العسكرية على حي الشيخ مقصود الذي يقع في منطقة مرتفعة نسبيا ومطلة بشكل جزئي على الطريق، وتقوم من خلاله باستهداف المدنيين المارين عليه بطلقات القناصة المتمركزين على الطريق المطل بين الحين والآخر، موقعين على إثر ذلك عددا من القتلى والجرحى..
أمَّا قوات النظام فتقوم بقصف الطريق بالمدفعية، وذلك من مواقعها المتمركزة في حندرات وجمعية الزهراء، حتى بات الطريق كالشبح القاتل لمن يمر فيه.
وفي سياق متصل أفاد الناشط “لؤي بركات” بأنَّ الطريق في الوقت الحالي يشهد اشتباكات عنيفة بين كلِّ أطراف الصراع خاصة النظام الذي يسعى إلى السيطرة عليه من خلال تكثيف غاراته الجوية بالبراميل والصواريخ الفراغية، عداك عن محاولة وحدات حماية الشعب الكردية التقدم والسيطرة عليه، فهم بالأصل يرصدون الطريق بنيران القناصة التابعة لهم، لكن مع كل تلك المحاولات يبقى الثوَّار واقفين لهم بالمرصاد ويصدون كلَّ محاولات التقدم والسيطرة، موقعين عشرات القتلى والجرحى في صفوف النظام وميليشياته المساندة له.
إنَّ النظام يحاول إحياء صورة مضايا والمعضمية مرة أخرى في مدينة حلب المحررة، لكنَّه مخطئ إن اعتقد أنَّه يمكنه ذلك، فكل أبعاد تلك الصورة مختلفة تماماً عن سابقتها، والثوار يحاولون قدر الإمكان الدفاع والتقدم نحو مواقع حماية الشعب وغيرهم ممَّن يحاولون قتل الأمل لدى الناس القاطنين في المناطق المحررة في حياة وغد أفضل بعيداً عن القتل والدمار.