حسن كنهر الحسين |
يُشكل التين مصدر رزق رئيس لأصحابه بعد الزيتون للأهالي في الشمال السوري، وتنطلق عملية زراعة شتوله بالتزامن مع عملية التقليم التي يجريها الأهالي للأشجار مع بداية شهر كانون الثاني قبل أن تبدأ الأوراق بالنمو.
صحيفة حبر التقت الخبير الزراعي (إسماعيل العلي) للحديث عن طريقة مراحل الشتل، والأعراض المرافقة وطرق الوقاية، يقول (العلي): “يتم جمع عيدان التَّين التي يتم تقليمها والَّتي يصلح منها للزراعة، ومن ثمَّ يتم إحضار أكياس خاصة ويتم ملؤها بالتراب وتزويدها بالمواد العضوية، وبعدها يتم وضع عيدان التّين ضمن تلك الأكياس ويتم غمرها داخل التراب حتى لا تكاد ترى، ويتم العناية بها حتى تنمو، ويصبح طول الشتلة الواحدة منها أكثر من 60سم، وذلك تمهيداً لبيعها للمزارعين في العام القادم.”
وأوضح (العلي) مدة العناية بقوله: “يتم العناية بالشتول بدءًا من غرسها بالتراب عن طريق وضع قطَّارات المياه على كل شتلة من الشتول وما إن تظهر فوق سطح التربة وتأخذ جذورها بالتمدد داخل تلك الأكياس حتى يتم البدء بتقديم الأسمدة التي تناسب كل مرحلة من مراحل النمو، بالإضافة إلى المواد العضوية ويتخلل ذلك رش تلك الشتول بين الحين والآخر بالمبيدات الحشرية والأسمدة الورقية التي تساعد في سرعة النمو.”
وعن الأعراض التي ترافق شتل التين وطرق الوقاية، أفادنا (العلي): “تتعرض شتول التين مع بدء ظهورها فوق سطح التربة إلى عدد من الأمراض والفطريات مثل (حشرة التين، وصدأ التين، والعناكب، وذبابة التين) حيث تؤدي جميع تلك الأمراض إلى هلاك تلك الشتول أو إصابتها بالشلل، وبالتالي تقزيمها وبقائها على شكلها الصغير، وينبغي لأصحاب تلك المشاتل اتباع عمليات رش بالمبيدات الحشرية لتلافي تلك الأنواع من الأمراض”
وأضاف: ” إن أهم ما يساعد في نمو شتول التين بشكل مستمر ومنظم هو تزويد تلك الشتول بالأسمدة والمواد العضوية بنسب محدودة منعًا لإصابة أوراق الشتول بالحرق وبالتالي تساقطها، بالإضافة إلى حفظها ضمن جو مناسب يقيها من البرودة الشديدة التي تتسبب بصقيعها”.
وينوه العلي إلى “ضرورة تنظيم عمليات الري التي تساعد في نمو تلك الشتول وخاصة في الأسابيع الأولى من زراعة شتول التين، حيث يكون دور المياه في تلك الفترة يقتصر على ترطيب التربة وتليين عود التين داخلها حتى تبدأ جذور تلك العيدان بالظهور وتبدأ الأوراق بالظهور، حيث إن زيادة كميات مياه الري في الأسابيع الأولى تتسبب في اتلاف أعواد التين وهلاكها داخل الأكياس”.
(عبد القادر علوش) أحد أصحاب تلك المشاتل في جبل الزاوية يقول: ” أقوم سنويًا بزراعة 5000 إلى 6000 شتلة تين، ويتراوح سعر شجرة التين من 1000 إلى 2500 ليرة وذلك حسب عمرها، حيث يوجد في المشتل أشجار يتراوح عمرها بين السنة والثلاث سنوات”
ويضيف: “زاد الطلب على شراء أشجار التين في الثلاث سنوات الماضية، بعد توجه عدد كبير من الأهالي لاستبدال أشجار الزيتون لديهم بأشجار تين بعد ارتفاع سعره وقلة أتعابه”.
بالرغم من الانتشار الواسع لمزارع التين في أنحاء المحافظة، إضافة إلى كونها مهنة رئيسة لعدد من الأهالي نظرًا لمردودها الجيد، إلا أنه ثمة مشكلة رئيسة تُصيب أصحاب كروم التين كل عام، حيث يعمد عدد من أصحاب تلك المشاتل إلى ما يصفه الأهالي بـ (التقليم الخاطئ) لأشجارهم دون علمهم، إذ إن تقليمهم يكون بطريقة همجية بهدف تأمين غراس التين لتغطية مشاتلهم، حيث تقضي تلك العملية على مستقبل الشجرة وتمنع نموها وتقضي على مردودها.
يقول (عدنان البكور): “تتعرض أشجاري في كل عام إلى حملة تقليم من قبل أشخاصٍ مجهولين بقصد الزراعة، وبسبب جهل بعضهم بأمور التقليم، يقومون بقطع الأغصان الرئيسة التي يتركز الموسم على وجودها (السوقة)، ويتركون الأغصان الثانوية، مما يؤدي في هذه الحالة إلى القضاء على أكثر من نصف مردود شجرة التين، بالإضافة إلى منعها من السوق وتقليص حجمها، كما أن تقليم الأغصان نفسها في كل عام يؤدي إلى إصابة الأغصان بالتسوس، وهذا بدوره يؤدي إلى تقليص الشجرة ومن ثم هلاكها بالكامل”.