ندى اليوسف |
نظَّم طلاب كلية الطب في جامعة إدلب وقفةً احتجاجية الأسبوع الماضي، وذلك أمام مديرية الصحة في إدلب، ردًا على عرقلة تدريبهم في المشافي التابعة لها.
بدورها (صحيفة حبر) تابعت القضية والتقت بالدكتور (محمد العمر) عميد كلية الطب بجامعة إدلب، الذي صرَّح عن سبب رفض مديرية الصحة قبول طلاب الطب بالتدريب ضمن مشافيها، بقوله: “قام طلاب وطالبات كلية الطب بوقفة احتجاجية أمام مديرية الصحة، وذلك بسبب رفض المديرية التوقيع على بروتوكولات تدريب الطلاب في الصحة، التي أرسلت بتواريخ مختلفة كان أولها بتاريخ 22/4/2020 و13/5/2020، وآخرها كان بتاريخ 6/6/2020”.
كما وضَّح (العمر) أن سبب الخلاف محاولةُ الجامعة إنشاء نقطة تدريب لطلاب الطب في قسم شاغر من مشفى (ابن سينا)، وأكد أن رفضَ استقبال الطلاب المتدربين هو أداة ضغط من مديرية الصحة على الجامعة؛ للعدول عن إنشاء مشفى جامعي في القسم غير الشاغر، الذي وصفه العمر بأنه “مأوى للحيوانات الشاردة”.
ورغم كل عراقيل مديرية الصحة لإنشاء المشفى الجامعي، فإن إدارة الجامعة أصرت على تجهيز القسم لاستقبال المتدربين من الطلاب، حيث أفاد العمر بقوله: “بدأت جامعة إدلب بتجهيز مبنى جامعي رغم كل التأخير الذي قامت به مديرية الصحة ومواقفها تجاه جامعة إدلب، وتجاه البدء في تجهيز إكساء المشفى الجامعي وتجهيزه ليكون نواة تعليم طبي لطلاب المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا”.
وأوضح العمر تصرفات المديرية الغريبة بقوله: “إن مديرية الصحة ترغب بالبناء بشكل كامل حتى ولو كان خاويًا ولأسباب لا نعرفها”.
وقد أكد أن “هدف الجامعة تدريب الطلاب والمحافظة على أي مشفى قائم، والتعاون مع أي جهة تريد تقديم خدمة للمحرر”.
الطالب (محمد) أكد أن “مديرية الصحة ليست قوة ممثلة بأشخاص لتمنع بشكل مباشر، فالمنع تم عن طريق الإيعاز لمديري المشافي بعدم السماح للطلاب بالتدريب ضمن المشافي”.
كما أردف: “ليس هناك أي مبرر من قبل أي جهة أن تمنع العلم عن أحد، لذلك يجب تحييد الطلاب عن كافة الصراعات السياسية والعسكرية والإدارية في المحرر.”
وفي اليوم التالي أصدرت المديرية بيانًا بخصوص السماح للطلاب بالتدريب ضمن المشافي في المحرر، إلا أنه لم يتم ذلك بسبب رد مديري المشافي بأن “المنظمات الداعمة منعتهم من استقبال الطلاب المتدربين”.
(فاطمة) طالبة في كلية الطب البشري، أكدت أن الأمور بدأت تصعب عليهم بداية الفصل الثاني لعدم وجود جانب عملي، ورأت أن “تذرع مديرية الصحة بعدم استقبال طلاب الطب لتبعية الجامعة للإنقاذ حجة غير منطقية.” وأردفت: “منذ مدة طالبنا بدورة تخطيط قلب، فتذرعت المديرية أنها لا تملك قاعة تتسع الطلاب، أما الآن وأثناء وقفتنا الاحتجاجية طلبت مننا أن ندخل ونتفاهم، فهنالك قاعة تتسع للجميع!! وبعدما تم توقيع طلب السماح لنا بالتدريب، نفاجأ بعدم قبولنا في ثلاثة مشافي، وذلك بذريعة تبعيتنا لحكومة الإنقاذ! نحن ليس لنا أي يد بهذه التبعية، بل محكوم علينا بالأمر الواقع، ولسنا تابعين لأي جهة سياسية، والجميع يتعامل مع حكومة الإنقاذ، فلماذا عُرقلت أمورنا نحن فقط؟! علمًا أن المديرية سهَّلت أمور خريجي النظام بالإقامة، وقبولهم في المشافي ومنحهم عقود أيضًا.”
من جهة أخرى ارتأت (نور) عدم تتبيع جامعة إدلب لحكومة الإنقاذ المنبثقة عن هيئة تحرير الشام، وجعلها مستقلة عن أي تنظيم عسكري أو سياسي؛ لأن ذلك سيؤثر على الطلاب من حيث الرأي العام والتوظيف، حيث قالت: “يجب أن نكون مستقلين عن أي تنظيم عسكري أو سياسي كي يكون لنا رأي حر ومستقل لا يؤثر على الاعتراف بشهادتنا، ونحن ننتظر التخرج كي نتوظف ونساعد أهلنا، وعرقلة تدريبنا سيؤخر تخرجنا، وبالتالي سيؤثر على مستقبلنا”.
وحاولت صحيفة حبر التواصل مع مديرية الصحة في إدلب لمعرفة أسباب منعها للطلاب، إلا أن مديرية الصحة رفضت إدلاء أي معلومات أو تصريحات حول القضية.
وماتزال المفاوضات جارية بين إدارة الجامعة ومديرية الصحة، وهناك اجتماعات في الأسابيع القادمة سعيًا لحل الخلاف وتيسير أمور الطلبة.