عبد الكافي قصابطاف السيد ظريف (الطريف) على عدة عواصم عربية عقب إجازته من توقيع الاتفاق النووي مع (الشيطان الأكبر) شملت بيروت ودمشق وبغداد وتونس والكويت في خطوة باطنها تسويق السياسة الإيرانية في المنطقة والبحث عن مفردات وقضايا تسهم في شق الحلف العربي المتضعضع أصلاً وكسب المزيد من العواصم الخادمة للمشروع الصفوي بعد حصوله على أمر تعيينه شرطيًا في الشرق الأوسط من قبل دول (الاستكبار العالمي) حسب المصطلح الإيراني.أما ظاهرها فقد كان (التعاون مع دول المنطقة) ضد التطرف وإسرائيل وطبعاً في نطاق الفهم الفارسي، وقد كان هذا التصريح قبيل مغادرته لبيروت في زيارته الأخيرة، وصرَّح الرجل في بغداد أن الاتفاق النووي يمكن البناء عليه، ودعا دول المنطقة إلى فتح صفحة (ظرافة) جديدة في إشارة إلى دول الخليج العربي.يريد (الطريف) من جولته المكوكية في المنطقة أن يعزز ثقافة الخنوع والتبعية لحكوماتها وتعليمها من قاموس السياسة الإيرانية (لسان فارس) عوضًا من (لسان العرب).حيث لا ينطق أحد إلا حسب مصطلحات هذا المعجم وقواعده واستثناءاته، فتكون الهيمنة الإيرانية المصدر الوحيد لجميع مفاهيم المنطقة السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها. فكل ثورة ليست على غرار ثورة الخميني هي إرهاب، وكل حركة -لكي تكون مقاومة- عليها أن تُمتع وتتمتع لتمانع وتقاوم، وكل حكومة لا ممثل لإيران فيها هي طائفية ومستبدة وظالمة. إنّه المعجم الفارسي المُيسَّر على لسان ظريف ونوّابه العرب.وآخر نكتة قدمها (ظريف الزمان) مقالة في زيارته الأخيرة لبيروت عبر صحيفة السفير اللبنانية عنوانها (الجار قبل الدار) وشرح للجار العربي عن ضرورة تكوين آليات اجتثاث الإرهاب والتوتر من المنطقة وعن أهمية التعاون بين إيران والعرب.وفي نهفة أخرى كشفت عنها صحيفة القبس الكويتية هو “اكتشاف أسلحة وذخائر في حاويات القمامة “وهذا الكشف كان عقب اعتقال خلية إرهابية (لطمية) تعمل لحزب اللات في الكويت بعد زيارة (ظريف أبو دم خفيف) لها، فما كان من أذناب هذه الخلية سوى التخلص من قذارة السفارة الإيرانية، وذلك على طريقة حزب اللات المنحصر تفكيره في الاستفادة من القمامة وآلياتها كما هو الحاصل الآن في لبنان.يبقى أن نوضح أنّ ثورات الشعوب كشفت حقيقة إيران للأمة، وباتت ألاعيبها وأدواتها مكشوفة وليس أمامنا كشعوب إلا أن نعتبرها هدفًا قبل أتباعها، وكل هذه التصريحات والسياسات ليست إلا لذر الرماد في العيون، ويجب علينا ألا نخدع بعد كل نقطة تحول تاريخية فالظريف تفرغ لنا…