بقلم: فلك أحمد
في ظلِّ الظروف الراهنة التي تمرُّ بها سورية، تعاني الأسر من مشاكل عدة، وتبرز مشكلة عمالة الأطفال على هرم تلك المشكلات، وتتضافر أسباب كثيرة تزيد من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة.
وعلى رأس هذه الأسباب يأتي الوضع الاقتصادي المتردي لأغلب الأسر كسبب رئيسي، بالإضافة إلى وفاة أو إصابة ربِّ الأسرة (وفاة-إعاقة-اعتقال).
وتلعب البطالة، وعدم توفر فرص العمل دوراً في تفشي هذه الظاهرة، كذلك غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، وانتشار ظاهرة البيع الجوال (البسطات) وعدم الاهتمام بالتعليم في ظِّل القصف والتدمير الذي طال المنشآت، ولاسيما المدارس.
ولهذه الظاهرة نتائج خطيرة وذات تأثير كبير على المجتمع، ومنها ضياع جيل كامل بسبب عدم التعليم، ممَّا يؤدي إلى انحراف كبير، بالإضافة انتشار الجهل في المجتمع وفقدان الكوادر المختصة والمدرَّبة مستقبلاً، وظهور حالات الاستغلال للأطفال (مادياً-فكرياً-جنسياً).
ولتخطي هذه الظاهرة يجب القيام بخطوات لإخراج الأطفال من كنف الاستغلال، عن طريق إعالة الأسر الفقيرة، وكفالة الأيتام، وتوفير ما يحتاجونه من مستلزمات من خلال الزكاة والصدقات عليهم وعلى الفقراء، بالإضافة إلى ضرورة التوعية بخطر عمالة الأطفال من خلال المساجد ووسائل الإعلام، وسن تشريعات تمنع العمالة وتعاقب مرتكبيها.
يجب على المجتمع أن يتعاون، ويزيد التواصل بين مؤسساته لاسيما المنظمات التي تعنى بالشأن المدني، لتقديم الخدمة والرعاية، وإقامة دورات لمحو الأمية، وتشجيع الأطفال على العودة إلى المدارس وإكمال تحصيلهم العلمي، لبناء جيل قادر على حمل رسالة الأمة والنهوض بالوطن.