ارتفعت أسعار المحروقات بشكل ملحوظ في جميع مناطق ريف حلب الغربي والشمالي وإدلب بسبب إغلاق طريق عفرين الذي كانت تدخل من خلاله المحروقات وخاصةً المازوت والكاز، وقد أثر هذا الإغلاق على الأسعار بصورة عامة، وعلى الفقراء والمهجرين بصورة خاصة، لأن المحروقات تدخل في كل تفاصيل الحياة فعلى سبيل المثال لا الحصر ارتفع سعر لتر الماء المُباع عن طريق الخزانات ممَّا ضاعف حجم المعاناة عند الناس.
يقول (أبو عمر) ربُّ أسرة: “كنا نشتري في اليوم لترين من المازوت بسعر 450 ل.س لكي نتدفأ، لكن اليوم أصبحنا نتدفأ على الكاز رغم رائحته المزعجة والمضرة بالطفل، لكنه أفضل من المازوت الذي يشتعل ويسبب حرائق في البيوت لعدم تصفيته من البنزين بشكل جيد لأن المصافي يدوية.”
(أبو عبدو صاحب محل لبيع المحروقات ومركز معتمد لبيع الغاز) يقول:
“لقد أثر ارتفاع سعر المحروقات على نسبة بيعنا في اليوم، فأصبحنا نبيع ثلث الكمية التي كنا نبيعها سابقاً، ونحن لا نرفع سعر المحروقات، من يرفع السعر هم التجار الكبار الذين يحتكرون المحروقات، نحن نربح في اللتر من 10 إلى 15 ليرة فقط، اليوم سعر لتر المازوت النظامي 425 والمفلتر كهرباء نوع أول 350 ل.س والجيد للتدفئة 300ل.س والرديء 275 ل.س أما النوع المخلوط بنزين فلا أبيعه في محلي لأنه يسبب حرائق، وسعر الكاز لم يتأثر كثيراً وسعر اللتر من 300 إلى 350 حسب الجودة لأنه متوفر.
أما بالنسبة إلى جرر الغاز فإنها تأتي عن طريق مورك من مناطق النظام ويأتي معها المازوت النظامي والبنزين أيضاً، والطريق ما يزال مفتوحاً، لكن الكميات قليلة وطريق أبو دالي مغلق منذ أشهر.”
ما هو الفرق بين المركز المعتمد لبيع جرر الغاز والمحل غير المعتمد؟
“الفرق أن المحل غير المعتمد يبع الجرة الحرة بسعر أغلى من المركز المعتمد بـ 500 ليرة تقريباً، وقد يكون فيها غش سواء في الوزن أو النوع.
نحن في المركز نبيع الجرة 6600 ل.س أما باقي المحلات فتبيعها بسعر 7000 ل.س”
من هي الجهة المسؤولة عن أسعار المحروقات التي تأتي من مناطق النظام؟
“المركز الرئيس في (سادكوب وتد) هذه المؤسسة هي التي تحدد لنا الأسعار مع ضمان مربحنا في البيع”.
قمنا بزيارة وزير الاقتصاد في حكومة الإنقاذ (عبد السلام الخلف) وسألناه عن سبب غلاء المحروقات، فأجابنا:
“السبب الرئيس لغلاء المحروقات هو الشائعات وظروف الحرب والتجار الذين يحتكرون هذه المادة وزيادة الطلب عليها، لكن هناك مواد لم تتأثر بالغلاء كالبنزين، لكن في بعض القرى البعيدة قد يطمع التاجر ويرفع السعر، وهذا التصرف لا يجوز.”
هل صحيح أن الحكومة التركية ستزود محافظة إدلب ببعض أنواع المحروقات عبر معبر باب الهوى؟
“هذه الإشاعة ليست صحيحة، المعبر مغلق بسبب ظروف الحرب في عفرين، لكن أعتقد أن التجار مايزالون يستطيعون جلب المحروقات سواء من جانب النظام أو أي طريق آخر، والمحروقات ما تزال متوفرة في السوق ولم تنقطع.”
ما هي الإجراءات التي ستتخذونها لضبط الأسعار وعدم احتكار المادة؟
“لا يمكن لنا أن نضبط هذا الأمر، نحن نطلب من الناس وبائعي المحروقات ألَّا ينجروا وراء الشائعات، وألَّا يرهقوا أنفسهم بتخزين المحروقات، ويجب على العوائل أخذ حاجتها من المحروقات فقط.”
لماذا لم تفعَّل مديرية التموين والرقابة إلى الآن؟
“يفترض أن تكون لدينا مديرية للتموين والتجارة الداخلية، لكنها إلى الآن لم تفعل ولعدة أسباب منها عدم صدور قانون العاملين الأساسي من أجل التعيين، وعدم تجهيز مبنى مديرية التموين الذي كان موجوداً سابقاً، لأنه ما يزال على وضعه ولم يتضرر بالقصف.”
يذكر أن أسعار المحروقات شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الأسبوع الماضي عقب بدء عملية غصن الزيتون من قبل تركيا، وهذا الارتفاع تأثر به الناس في المناطق المحررة.