بقلم : محيي الدين راشد(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا)لقد حذرنا ربنا من الشيطان ووساوسه ومن إغراءاته وعروضه، ولذلك طلب منا أن نتخذه عدوًا.فلا بد أن نعرف خصمنا تمام المعرفة، وأن نعرف أساليبه وطرقه في إضلال البشرية، حتى نكون على أهبة الاستعداد إذا هاجمنا بأية وسيلة من وسائله.حين تسأل القاتل لماذا قتلت والزاني لماذا زنيت والسارق لماذا سرقت؟ يقولون: السبب الشيطان.نعم هو عدونا الأول، هدفه إغواء البشرية وإضلالها حتى يدخلها معه في النار إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِهو الشيطان يقول: عجبًا لبني آدم يدعون أنهم يحبون الله ويعصونه ويدعون أنهم يكرهونني ثم يطيعوني.نعم هو المطرود من رحمة الله حيث طلب ذاك الخبيث من الله أن يبقيه إلى يوم القيامة )قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ(ثم تعهد وتوعد حين )قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ(أتدرون من يقصد بهذا الوعد والتهديد؟ يقصدني أنا وأنتم والبشرية أجمعين، وصدق الكذوب حين قال)وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ(فكم أغوى من عابد وكم أضل من زاهد وكم فعل بالشباب ما فعل بل وكم فعل بالشيب ما فعل!حتى إذا ضيعهم أسقطهم في الكفر والضلال والمعصية تبرأ منهموالعجب أن الإنسان يسقط مرة تلو الأخرى بنفس المكيدة ثم يلدغ من نفس الجحر مرات ومرات…فالحذر الحذر، لا يغرنكم الشيطان بتزيين الحياة الدنيا.هب الدُّنيا تساق إليك عفوًا أليس مصير ذاك إلى زوالفما ترجو بشيءٍ ليس يبقى وشيكاً ما تغيِّره الَّليالي