كشف المخرج السوري (فراس فياض) عن طرق للتعذيب التي كان يستخدمها ضابط المخابرات السابق (أنور رسلان) بحق المعتقلين في سجون الأسد.
وقال (فياض): ” إن ضابط مخابرات نطام الأسد السابق (أنور رسلان) أمر بالاعتداء عليه جنسيًا خلال فترة اعتقاله بواسطة عصا خشبية.”
ويعدُّ (فياض) من أول الضحايا الذين أبلغوا عن تفاصيل الاعتقال والتعذيب في ألمانيا، وقد روى ما حصل معه في العام 2011 عندما كان معتقلاً.
ويخضع ضابط المخابرات (أنور رسلان) للمحاكمة في محكمة ألمانية لاتهامه بارتكابه جرائم ضد الإنسانية حينما كان مسؤولاً رفيعًا برتبة عقيد، حيث ترأس القسم 251 من المخابرات السورية، وكان مسؤولاً عن أمن العاصمة دمشق، وهو المتهم الرئيس في هذه القضية.
وقال المخرج (فراس فياض) في تصريحات لـ إذاعة NPR الأميركية: إن قضيته تتعلق بالعنف الجنسي، والأمر صعب بالنسبة إليه، خصوصًا أنه لم يتحدث عنه علنًا أبدًا، حتى أنه لم يخبر عائلته به.
وعند المحاكمة طلب القضاة من (فياض) إعادة سرد التعذيب الجنسي الذي تعرض له خلال فترة اعتقاله، وهو اغتصاب بواسطة عصا خشبيّة، كما أكد أنه اضطر لإجراء عمل جراحي جراء الإصابات التي تعرض لها بعدما أطلق سراحه في النهاية.
ولفت فياص إلى أنه كان يحمل هذا الألم لفترة طويلة، لكن عليّ أن أبدأ بالتحدث بصراحة.
موضحًا أنه فضّل الصمت بسبب الاغتصاب الذي تعرض له، وهو ما يُعد وصمة عار في المجتمع السوري، علمًا أن معظم الناجين السوريين من العنف الجنسي لا يتحدثون عنه أبدًا ويعيشون معه في حالة إنكار لسنوات، بحسب تقرير للأمم المتحدة العام 2018 يوثق الاستخدام المنهجي للعنف الجنسي في سورية كونه “أداة لغرس الخوف والإذلال والمعاقبة”.
ونوه (فياض) إلى أنه يجب أن نحتاج إلى معرفة مرتكبي هذه الجرائم، فأنا جئت باسمي ولا يجب أن ابقى صامتًا لقد اغتصب النظام بلادنا لفترة طويلة.
وفي عام 2011 جرى اعتقال (فراس فياض) بتهمة التجسس ودعم الحركات المناهضة للنظام.
وتحدث عن فصول التعذيب التي تعرض لها، حيث كان يتعرض للضرب والركل بشريط حديدي والعصي، كما جرى تعليقه من السقف لتلامس أطراف أصابع قدميه الأرض فقط، إلى جانب وضعه في زنزانة صغيرة جدًا.
وقد أفرجت قوات الأسد عن (فياض) بعد اعتقال دام لشهرين ونصف، من دون أي تفسير، وبعدها قام بمغادرة البلاد لاقتناعه بأنه لن ينجو من اعتقال آخر.
يذكر أن (فياض) هو أول سوري يصل إلى نهائي جائزة الأوسكار، حيث وصل فيلمه (آخر الرجال في حلب) عام 2017 إلى ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، وفي عام 2019 وصل فيلمه (الكهف) أثناء حصار الغوطة الشرقية إلى نهائي جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي.
وقد وثق في كل من الفيلمين حياة الأهالي ومعاناتهم في ظل الحرب وقصف النظام على المدن، وقد وثق فيلم (الكهف) حياة الأطباء خلال فترة الحصار في الغوطة واتخاذهم الكهف مستشفى يقيهم من الاستهداف والقصف.
وكانت السلطات الألمانية ألقت القبض على (رسلان) ، المعروف بأنه أول ضابط مخابرات أمر بإطلاق النار على متظاهري الغوطة الشرقية، في شباط 2019، بعد تحقيق مشترك بين الحكومتين الفرنسية والألمانية.