عبد الحميد حاج محمد |
أطلق فريق لقاح سورية يوم السبت 13/7/2019 حملة تلقيح ضد مرض شلل الأطفال الذي يستهدف الأطفال دون سن الخامسة.
تأتي هذه الحملة من عدة حملات يطلقها الفريق بين فترات متفاوتة من ثلاثة إلى أربعة أشهر، وتشمل كافة المناطق المحررة ويشرف عليها أطباء ولوجستيون مختصون.
ماذا تعرف عن مرض شلل الأطفال؟
صحيفة حبر التقت الدكتور (أحمد الرضوان) مشرف إحدى مراكز التلقيح في الشمال المحرر الذي حدثنا عن المرض بقوله: “مرض شلل الأطفال مرض فيروسي ليس له علاج، واللقاح طريقة وقاية فقط، والهدف من حملة اللقاح القضاء على هذا الفيروس الخطير، وكما هو معروف فإن الفيروس ليس له علاج على الإطلاق، ويتعرض المصاب بالفيروس لشلل تام خلال ساعات قليلة، حيث يؤثر على عضلات الأطراف السفلية والعلوية ويحدث الشلل، وأحيانًا يصيب العضلات التنفسية وهو ما يؤدي إلى الموت المحتم.”
يعتبر المرض من أخطر الأمراض التي تصيب الأطفال من عمر يوم وحتى خمسة عشر عامًا، ويستطيع الفيروس الانتقال بشكل سريع من شخص مصاب إلى آخر سليم، كما أن الفيروس له فترة حضانة فيصبح الشلل مرضًا معديًا، حيث إن الشخص المصاب لا يعلم أنه مصاب إلا بعد ساعات من الإصابة، ونتيجة ذلك ينتقل الفيروس إلى اشخاص آخرين دون قصد.
وحسب قول الرضوان، فإن “خطورة المرض من بين كل مئة إصابة هناك عشرة وفيات بسبب شلل عضلات التنفس، وهو مرض معدٍ جدًا ونسبة نقل المرض إلى الأطفال الذين لا يمتلكون مناعة منه نسبة 100%”
تستمر هذه الحملات التي ينظمها فريق لقاح سورية بشكل دوري، وقد تتأخر أحياناً بسبب الظروف الصعبة التي يمرُّ بها الشمال المحرر جراء القصف الذي يقف عائقاً أمام فرق اللقاح كون الحملة جوالة من منزل إلى منزل، وقد يحدث التأخر أحيانًا من الداعم في تأخير تكاليف الحملة.
وأردف الدكتور أحمد قائلاً: “إن الأطفال ما دون الخامسة يحتاجون لأكثر من جرعة لاكتساب المناعة ضد المرض، ولابد للطفل من أخذ أربع جرعات على الأقل حتى يكتسب المناعة ويُحصن ضد الفيروس، والأطفال ما دون الخامسة هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، وغالباً ما نستهدف في الحملات الأطفال ما دون الخامسة.”
لم يتم تسجيل أي أصابه بالمرض مؤخراً في الشمال المحرر كون الحملات انتشرت في السنوات الأخيرة، هذا ما ساهم في تقليص الفيروس وكسب مناعة لدى الأطفال في المحرر، وبحسب الرضوان فإنه تم تسجيل حالة إصابة واحدة في سورية منذ عامين تقريباً في مدينة تل أبيض في محافظة الرقة، وقد قام فريق لقاح سورية بمتابعتها.
صعوبة الظروف ساهمت في صعوبة عمل فرق اللقاح، وقد تعطي فرصًا لانتشار المرض جراء قصف قوات النظام على المناطق المحررة المأهولة بالسكان، الأمر الذي أدى إلى أن بعض الفرق اضطرت إلى ترك العمل في المناطق التي تتعرض للقصف، ويقول الرضوان: “قصف قوات النظام سبب تراجعًا بالتلقيح في بعض المناطق نتيجة صعوبة وصولنا إلى تلك المناطق كي نلقح أطفالها، وهذا أدى بدوره إلى تخلف الأطفال عن جرعاتهم ما أعطى فرصة لانتشار المرض.”
يعمل فريق لقاح سورية منذ عدة سنوات على إطلاق حملات وقاية من أمراض قد تُصيب الأطفال لا يوجد لها علاج، هذا ما يضمن اكتسابهم مناعة ضد الأمراض، وقد كان آخرها حملة التلقيح ضد مرض الحصبة الألمانية في مطلع العام الحالي، ويتم التعاون بين فريق لقاح سورية ومديريات الصحة في المناطق المحررة لضمان تلقيح كافة الأطفال من نازحين ومقيمين.