بقلم رئيس التحرير- دعت جماعات يهودية واتحاد منظمات الهيكل إلى اقتحام المسجد الأقصى وإقامة شعائر توراتية.– اقتحم اثنان وأربعون عنصرًا من الوحدة الخاصة (اليسام) المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة.- مستوطنون وعناصر مخابرات وضباط من الشرطة الإسرائيلية يقتحمون المسجد الأقصى.- وزير الزراعة الإسرائيلي أروي أريئيل يشارك في اقتحام المسجد الأقصى محاطًا بعناصر من الأمن والشرطة.- تعرض أحد حراس المسجد الأقصى إلى اعتداء من قبل عناصر الاحتلال بعد أن منع مجموعة من المستوطنين من أداء طقوس تلمودية داخل المسجد.هذه مجموعة من الأخبار مرَّت على الشاشات العربية وآذان المستمعين كما مرَّ خبر فوز الطالبة الفلسطينية ذات الشفتين القرمزيتين الممتلئتين والطرف الكحيل بأجمل ستايل في مدرستها في بلاد الغربة التي طحنتها وطحنت أبوها طحنًا.ليس هناك ما يدعو إلى الغرابة، فلطالما استيقظت الأمة على مثل هذه الأخبار الكارثية الموجعة فلم تنتفض ولم تتحرك، ولم تهتز فيها شعرة، بل ركضت إلى الميزان لتتفقد خصرها وأردافها، وإلى المرآة لتعتني بنضارة بشرتها ولمعان شعرها، ولتلون القيود الحديدية التي كبلتها بها الأنظمة التي تغتصبها كل يوم!هذه الأمة العريقة التي تمتد من مكان ما إلى مكان ما كما علمونا في المدارس غير قادرة اليوم على الدفاع عن دينها ومقدساتها، لا لأنها ضعيفة، بل لأنها وقعت في يد أبنائها العاقين الذين باعوها للأجنبي بأبخس الأثمان في سبيل البقاء في مستعمراتهم ومستوطناتهم.وها هي مواقفهم من أحداث الأقصى تكشف زيفهم ومكرهم وعمالتهم، وتثبت للشعوب المقهورة أن نقطة بداية التحرير تبدأ من مزارع المغتصبين، فمن أراد الحرية لفلسطين فعليه أن يزيل الموانع التي تحول دون ذلك، وليس هناك سد منيع وطوق أمني شديد كالذي تفرضه بغال اليهود حول اليهود، فهي تفديهم بأرواحها ودمائها وأموالها وعناصر أمنها وشرطها وجنودها.وقد جاءت الردود العربية الخجولة بمختلف المقاسات والأشكال كلباس البالة، وبعبارات إنشائية بكائية تحمل عقدة الضعيف المنهزم، فالجميع يؤكد أهمية الحفاظ على طابع القدس الإسلامي، أما بعض الهيئات فقد شجبت وأدانت ونددت وطالبت المسلمين بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني. وإلى الآن لم تصدر السماحات شكل الوقوف وهيئته وطريقته!أما النظام السوري بقيادته الحكيمة فقد شخص الداء وأرجع السبب إلى تعب نفسي أصاب الأمة فلم تستطع أن تقوم بأعمالها الدفاعية عن مقدساتها، وذلك يرجع إلى كلمات أطلقها فيصل القاسم، فأصاب بها كرامة الأمة وزعزع مزاجها وأدخل الوهن إلى قلبها، فكان لا بد من حكم الإعدام بحق القاسم، لتعود القدس عربية إسلامية وتعيش بأمان وسلام.. والسلام.