عبد الملك قرة محمد |
أجرت صحيفة حبر حوارًا مطولاً مع السيد (فهد المصري) الذي أعلن ترشحه لرئاسة سورية بعد (بشار الأسد)، وذلك بالقيام بعدة إجراءات منها ما يتعلق بالجانب السياسي، وأخرى بالعسكري.
سيد (فهد) لو تحدثنا عن جبهة الإنقاذ التي ترأسها، ما أهم الأعمال التي قدمتْها لدعم السوريين؟ ولماذا غير معروفة؟
“جبهة الإنقاذ الوطني في سورية ليست حزبًا ولا تيارًا سياسيًا، بل إطارًا وطنيًا جامعًا لرؤى وأفكار وجهود وطنية مشتركة يتجاوز مسألة المعارضة والموالاة إلى الحالة الوطنية الأشمل نتيجة وصول سورية إلى أعلى مراحل الخطر، وتضم المدنيين والعسكريين في مسار وطني واحد؛ للخلاص وإنقاذ سورية دون أي تمييز، وذلك في مشروع وطني متكامل جامع لا يُقصي أحدًا تحت عنوان: المشروع الوطني في سورية يشمل كافة الأصعدة لتشكيل نافذة وطنية تتمكن فيه كل الأطراف السورية للعبور من خلالها نحو خلاص سورية.
كما أن المشروع الوطني الذي نعمل له ولأجله، لا ندّعي ملكيته ولا يجوز لأي طرف ذلك، ولا ندّعي تمثيل الشعب السوري بل نتبنى كل مطالبه وأمانيه، ونسعى لنعمل مع الجميع لتحقيقها.
وجملة المشاريع المطروحة والقاعدة الفكرية التي تنطلق منها الجبهة، فكرة داخلية عميقة جاءت نتيجة الصراع، وثمرة من ثمار التضحيات الهائلة نتيجة حالة الوعي وكسر حاجز الخوف واتساع الأفق أمام التطور في المفاهيم.
ونؤكد لسنا بديلًا أو منافسًا عن أي طرف أو تنظيم سياسي في الداخل أو الخارج، ولسنا بوارد المنافسة مع أحد، غايتنا خارج الطموح السياسي أو الحزبي أو الفئوي أو الطائفي أو المناطقي، غايتنا إدارة وضبط الأضرار في عمل جماعي بعد تسع سنوات من الفشل ضمن رؤية وطنية.
كما أن الجبهة ومشروعها السياسي معروفة من كل الدول الفاعلة والمهتمة بالملف السوري، وإن كان هناك تقصير إعلامي فذلك يعود لسياسة وسائل الإعلام العربية والدول التي تتبع لها.
نعمل منذ سنوات بإمكانياتنا الذاتية، ولم نتسلم قرشًا واحدًا لا من دول ولا من أفراد أو جهات ما، وندافع عن مشروعنا السياسي في كل موقع ومكان ولقاء، وقبل أن يتساءل أحدهم: ماذا قدمنا؟ أتمنى أن يتساءل من يطرح مثل هذا السؤال، ماذا قدمت الأطراف التي تزعمت وتصدرت المشهد السياسي المعارض؟ وما هي الإنجازات التي حققتها؟.
ومن ضمن الإنجازات أننا تمكنا بفضل الله من الحصول على موافقة وتأييد من قبل جلالة الملك (محمد السادس) ملك المغرب لدخول اللاجئين السوريين الذين كانوا عالقين على الحدود مع الجزائر، وتمكنا من مساعدة عدد لا يستهان به من اللاجئين السوريين والفلسطينيين الذي وصلوا إلى جزيرة (مالطة) في حالة خطر بعد غرق مركبهم القادم من ليبيا قبل سنوات، وقبل كل ذلك تمكنا من صياغة مشروع سياسي متكامل.
تمكنا من بناء لوبي من السوريين في أكثر من 35 دولة في العالم يعمل ضمن إطار المشروع الوطني، كما تمكنا من بناء لوبي من السوريين اليهود، ومن الموحدين الدروز داخل إسرائيل؛ للدفاع عن مشروعنا السياسي، وتشكيل ورقة ضغط حقيقة داخل إسرائيل.
أضف إلى ذلك أننا تمكنا من خلال رؤيتنا الوطنية والمشروع الوطني أن نكسب ثقة أغلب الأطياف السياسية الكردية من خلال رؤية وطنية لحل القضية الكردية في سورية، كما وقعنا (ميثاق باريس) مع ممثلين عن ضباط سوريين من أبناء الطائفة العلوية ممَّن لم تتلطخ يدهم بالدم والدمار، فضلًا عن أننا نملك قاعدة سياسية وشعبية واسعة في كل محافظة سورية وفي الشتات.”
لماذا لم تبح بالترشح لرئاسة الجمهورية قبل إعلان الصهيوني إيدي كوهين؟ هل هو مخطط من قبل الكيان الصهيوني؟ أم خبر بثه كوهين بناءً على معطيات دولية؟
“أكرر أنني لم أرشح نفسي لأي منصب سياسي كان، وليس هناك انتخابات أساسًا فعلى أي قاعدة يتم الحديث عن مرشحين؟!
إيدي كوهين طرح تساؤلاً في تغريدة، لكن جمهور وسائل التواصل الاجتماعي دفعها نحو آفاق أخرى.
إسرائيل دولة مؤسسات، ودون شك تستفيد من وسائل التواصل الاجتماعي للتعرف على آراء شرائح من المجتمعات في المنطقة المشتعلة المحيطة بها.
إسرائيل تعلم وتدرك أن مشروعنا السياسي هو المشروع السياسي والوطني الوحيد والجامع والمنفتح على الغرب وإسرائيل.”
ما هي هذه المعطيات الدولية التي تدعم (فهد المصري) ليصبح رئيسًا؟ أو ما هي القوى الدولية الداعمة؟
” قاعدتنا مشروعنا السياسي والوطني، ونمتلك ضمن المشروع رؤى سياسية منفتحة وواعدة في شتى المجالات، وهناك العديد من الدول، دون شك، ترى أن مشروعنا السياسي يتقاطع مع مصالحها الإستراتيجية.
نحن لا نسعى وراء سلطة، والسلطة وسيلة وليست هدفًا، ونحن لا نريد استبدال شخص بآخر، بل نريد بناء دولة مؤسسات متينة وحقيقة حتى لا تتعرض لأي هزات أو كوارث بتغير شخص الرئيس أو الحكومة، والهدف هو ألَّا تتكرر المأساة السورية مرة أخرى.”
لماذا لم نجد لك دورًا في اللجنة الدستورية التي تمهد لانتخابات وعملية سياسية شاملة؟
“أولاً تشكيل اللجنة الدستورية يجب أن يكون نابعًا من إرادة السوريين أنفسهم، وليست معينة من النظام وحلفائه.
ثانيًا أي لجنة دستورية محترمة يجب أن تتشكل من نخبة النخبة من خبراء وفقهاء في الدساتير والقانون، وأنا لست خبيرًا أو فقيهًا في الدستور أو القانون، ونحن لا نشارك في أي عمل إن لم يكن بناؤه صحيًا وسليمًا ومتوازنًا ويحقق للشعب السوري متطلباته.
المشكلة في سورية ليست دستورية، ومنذ سنوات وحتى الآن تصنع بعض القوى بالتعاون مع النظام السوري ملفات إعاقة للحل، وكان آخرها موضوع اللجنة الدستورية.
قبل الدخول في مسألة الدستور يجب تنظيم ملتقى للمرجعيات الوطنية التي تمتلك ثقلاً أخلاقيًا في مناطقها لرسم عقد اجتماعي جديد للسوريين، يحددون من خلاله الأجندة الوطنية، ويكون قاعدةً للمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية.
والعقد الاجتماعي ضرورة تنطلق منها نواة كتابة دستور جديد يستفتى عليه السوريون مع علم ونشيد وطني جديد.”
نحن على بُعد أيام من انتهاء المهلة التي تحدث عنها كوهين لرحيل الأسد في تغريدة على تويتر، وحتى الآن لا يوجد أي معطيات تدعم كلامه، أليس هذا كفيلاً ليكون كوهين مجرد مغرد للإشاعات؟
“القضية لا تحسب هكذا، وكلام كوهين كان واضحًا في تغريدته، حيث قال: إن الأسد في تموز القادم ينهي عشرين سنة في السلطة، وانتهت مهمته بعد أن قام بتدمير بلده وتشريد شعبه.
عليك أن تراقب كل الأحداث منذ أوائل شهر نيسان/ أبريل الماضي وحتى الآن، وقارن المشهد السوري قبل ذلك.
ألا تلاحظون تسارع الأحداث بعد تغريدات كوهين، ألا تحمل دلالات ومعطيات مهمة؟!
أليس الوضع الآن أصبح مهيئًا بالفعل بعد تنفيذ (قانون قيصر) لرحيل الأسد أمام الانهيار الاقتصادي؟ وألا تلاحظون حجم المأزق الذي تعرضت له روسيا وإيران في سورية؟ أليس لقاء السيد (بوغدانوف) مع الشيخ (معاذ الخطيب) دليلًا أيضًا على المأزق الروسي في سورية؟
ألا ترون أن النظام أصبح وحلفائه مكبلين ولا أحد يستطيع دعم الأسد بدولار واحد؟ أليس كل ذلك كافيًا للدلالة على اقتراب سقوط الأسد؟
الأسد انتهى، وما تبقى عملية دفنه، فقد أصبح حملاً ثقيلاً للغاية على حلفائه، وهم يبحثون عن مخارج الآن للحفاظ على مصالحهم.
كما أن الأسد سيكون محظوظًا لو لاقى مصير صالح أو القذافي، والأسد بعد صالح والأخير مات مقتولاً.”
لماذا يصرّ (فهد المصري) على دعم كوهين رغم عدم صدق أي معلومة أوردها؟ من أين تأتي الثقة بالكيان الصهيوني؟
“أين وجدتم دعمي لكوهين؟ وهل تعلمون بأنني لا أعرفه شخصيًا ولا تربطني به أي صلة؟! وربما ستتفاجؤون من ذلك، ومن قال لكم إن كوهين لم يصدق بأي معلومات أوردها؟! وهل تظنون أنه ينطق أو يغرد بمعزل عن مؤسسات دولته؟!
(كوهين) اليوم يمتلك تأثيرًا واسعًا للغاية في الرأي العام العربي، وحتى رئيس الحكومة الإسرائيلية نفسه لا يمتلك مثل شعبيته في الرأي العام العربي.”
كيف سيحصل (فهد المصري) على أصوات السوريين وهو يتقرب من الكيان الصهيوني الذي لا يتقبله معظمهم؟ وما موقفك من القضية الفلسطينية والفلسطينيين؟
“طريقة السؤال فيها شيء من قلة الاحترام، أولًا: قلت مرارًا إنني لم أرشح نفسي لمنصب رئيس الجمهورية أو أي منصب آخر، وعندما يكون هناك انتخابات نزيهة أقرر ذلك بالاتفاق مع قيادة جبهة الإنقاذ الوطني في سورية.
ثانيًا: من قال لكم إن أغلب الشعب السوري ضد إسرائيل والسلام معها؟
هل تعلمون أن أغلب الشعب السوري مع السلام العادل، ومع رمي شعارات النفاق والدجل في المقاومة والممانعة في سلة المهملات؟
ثالثًا: من قال لكم أيضا إنني أتقرب من إسرائيل؟! نحن نطرح وبالعلن وأمام الجميع مشروعًا حقيقيًا للسلام العادل والشامل مع إسرائيل، ومن خلال المشروع الوطني وعبره، بهدف بناء مرحلة تاريخية لسورية والمنطقة ومستقبل أبنائنا والأجيال القادمة.
إسرائيل حقيقة واقعة وقائمة ودولة متقدمة وتحظى بدعم كل القوى العالمية والجميع يسعى للسلام معها.
مشكلتنا مع إسرائيل اليوم فقط هي الجولان السوري، ونحن قادرون في سورية الجديدة على الوصول لحل عادل يرضي كلا الشعبين السوري والإسرائيلي.
ولا يمكن طي مرحلة الشعارات والأوهام والانتقال إلى سورية جديدة دون سلام مع إسرائيل.
إذن توجهنا ومشروعنا للسلام لا يُعدّ تقربًا من إسرائيل، بل تقربًا من المصالح الإستراتيجية لسورية وشعبها.
بالنسبة إلى القضية الفلسطينية، الفلسطينيون تفاوضوا مع إسرائيل واعترفوا بها رسميًا وبحدودها، واعترافهم بها يعني أن أصحاب القضية أنفسهم تخلوا طوعًا عن مسألة حق العودة.
الفلسطينيون أصبح لهم كيان وسلطة شرعية معترف بها دوليًا، وهم أول من قام بالتطبيع مع إسرائيل، وهم أول من تاجروا بقضيتهم التي استخدمتها نظم الاستبداد العربية والإقليمية للتهرب من الاستحقاقات الداخلية، وفي سورية عاش الشعب السوري أكثر من خمسين سنة على الأوهام، ويستنزف من قوت يومه بحجة العداء لإسرائيل، والجميع شاهد كيف أن قسمًا كبيرًا من الفلسطينيين حملوا السلاح مع الأسد ضد الشعب السوري، وجميعنا شاهد وتابع مواقف عصابات حماس والجهاد الإسلامي من النظام السوري وإيران.
في سورية الجديدة يجب تفكيك جميع التنظيمات الفلسطينية الموجودة على الأراضي السورية، ومحاسبة الفلسطينيين وأهاليهم الذين ساعدوا الأسد ونظامه في قتل السوريين وتشريدهم ومن تبقى منهم، ثم طردهم، أما من وقف منهم إلى جانب الشعب السوري أو التزم الصمت سيتم منحهم شرف الجنسية السورية ،فهل يعقل أن يبقى إنسان لاجئًا لأكثر من 70 سنة؟ سيتم توزيع اللاجئين الفلسطينيين على جميع المحافظات السورية، ولن يكون هناك مخيمات للاجئين الفلسطينيين في سورية؛ لأنهم سيصبحون مواطنين.”
ألا ترى أن طرح اسمك كمرشح فيه شيء من الإهانة في ظل طرح أسماء مثيرة للسخرية؟ ما الذي يميز (فهد المصري) عنهم؟
“طرح اسمي كمرشح للرئاسة إهانة لمن؟ رغم الزوبعة الإعلامية التي أحدثها الموضوع، ولكن علينا أن نفكر بالموضوع من زاوية أخرى، فمنذ أن طُرح الموضوع والحجم الإعلامي الهائل الذي تناول تلك القضية، ترسخت لدى السوريين عمومًا بمن فيهم الموالاة لا شعورياً، فكرة وجود البديل، وهذا هو المهم بالموضوع، ليس مهمًا من هو، بل المهم أنه ولأول مرة بدأ السوريون يفكرون عمليًا بالبدائل، وهذا أثَّر على المشهد السياسي وأربك الممسكين بالملف السوري من الدول، وخلق ذعرًا حقيقيًا لدى الأسد وعصابته.
مؤخرًا برزت من باب السخرية عدة أسماء، وأنا أحترمهم جميعًا رغم طريقة الطرح الكاريكاتورية التي حصلت، فهم سوريون ومن حق أي مواطن سوري الترشح للرئاسة ولجميع مناصب الدولة، ولكن عندما يكون هناك انتخابات.
لا يمكن النظر لهذه الحالة الكاريكاتورية التي نشأت بمعزل عن ألاعيب النظام السوري الذي سعى إلى تسخيف فكرة البدائل.
وعن سؤالك عمَّا يميز (فهد المصري)، فهذا السؤال يجيب عنه الناس الذين اطلعوا على المشروع الوطني الذي نعمل له ولأجله وليس (فهد المصري).”
في حال حدوث انتخابات 2021 هل ستكون مرشحًا؟ أم وصولك للحكم سيكون عبر عملية سياسية؟
“ليس هناك انتخابات حاليًا، وهناك مرحلة انتقالية مقبلة بتوافق الدول الفاعلة، وأنا سأكون حيث يريد السوريون أنفسهم، وحيث يجب أن أكون في أي موقع كان لإنقاذ سورية وأهلها.
طالب الولاية لا يُولى، ونحن زاهدون بالمناصب ولا تعنينا ولا نسعى لها، ما يعنينا هو إنقاذ سورية ولمّ شتات السوريين حول المشروع الوطني الجامع الذي لا يقصي أحدًا.”
بالنسبة إلى تشكيل (حراس العهد الوطني) العسكري، من سيواجه؟ وما موقفه من أطراف الصراع؟ ما القوة العسكرية التي يملكها؟ وكم يبلغ عدد جنوده؟ وهل هم سوريون جميعاً؟
“حراس العهد الوطني ليست ميليشيا أو جناح عسكري للجبهة، بل حالة وطنية خلقتها الظروف والضرورة بناء على التوازنات الإقليمية والدولية التي تقاطعت مع مصلحة الشعب السوري.
التوجهات الإقليمية والدولية الآن هي نحو طرد إيران وميليشياتها، ومحاربة جميع القوى الإرهابية الأخرى، وهذا يتقاطع مع مصلحة الشعب السوري ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بقوة عسكرية ميدانية منظمة، لذلك سعت القيادة العسكرية في جبهة الإنقاذ الوطني إلى تشكيل (حراس العهد الوطني)، وبالتالي سيواجه إيران وأدواتها والعصابات الارهابية الأخرى.
لم يعد هناك جيش للنظام لتتم مواجهته، وما تبقى للأسد ميليشيات محدودة، ومن يسيطر على الأرض ليس الأسد بل روسيا وإيران، وبالتالي المواجهة مع ميليشيات الاسد ليست مفيدة بل سفك لمزيد من الدماء السورية، وعلى الجميع أن يدرك أن المشكلة أساسًا مع الجناح القاتل للنظام وليس مع العناصر الذين أغلبهم مدفوعين بالقوة نحو الجبهات.
لا يمكن للسوريين أن يواجهوا العالم برمته دفعة واحدة، علينا أن نتمتع بالحكمة والحنكة السياسية والعمل على الدفع على الانشقاقات داخل النظام نفسه الذي يعيش أيامه الأخيرة.
روسيا دولة عضو في مجلس الأمن الدولي، ووجودها حاليًا في سورية مرتبط للدخول بالمرحلة الانتقالية ومنع وقوع حرب أهلية ومنع عمليات الثأر خارج القانون، ووجودها مرتبط بتوازنات إقليمية ودولية ستتغير، دون شك، في مرحلة قادمة.
كل السوريين الموجودين في جماعات مسلحة، سواء مع الميليشيات الإيرانية أو ميليشيات النصرة وأخواتها، مدعوّون للحفاظ على أرواحهم بالانشقاق عنها والالتحاق بالصف الوطني، فهؤلاء أغلبهم دفعتهم ضيق الظروف المعيشية للالتحاق بهذه الجماعات.
(حراس العهد الوطني) جميعهم سوريون، والقسم الأعظم عسكريون، وسيتم استيعاب عدد كبير من الضباط في تشكيلاته.
حاليًا العدد نحو عشرة ألاف مقاتل في المرحلة الأولى، وسيتم رفع العدد بناء على الحاجة للعمليات الميدانية على سائر الأراضي السورية.
حاليًا تم تشكيل مجلسين عسكريين، الأول في المنطقة الجنوبية، والآخر في المنطقة الوسطى والبادية، وهناك مجالس أخرى ستُعلن تباعًا وستكون المفاجأة في المجلس الذي سيُعلن في الوقت المناسب في الساحل السوري، وبقيادة شخصيات عسكرية ستثير ذهول الجميع.
كل المجالس العسكرية تتبع لقيادة موحدة تتعاون وتنسق مع الدول الفاعلة في محاربة الإرهاب.”
هل التشكيل مدعوم من قبل إسرائيل لا سيما أن أهدافه تتفق مع الرغبات الإسرائيلية خاصة في حماية الحدود مع الجولان وإخراج إيران؟
“(حراس العهد الوطني) لا يتبع لأي دولة، بل يتبع للشعب السوري ومصالحه الإستراتيجية والحيوية، ونحن سنعمل على الاستفادة من جميع أعداء إيران في سورية، ونعتز ونفتخر أننا ساعدنا على تدمير عشرات المواقع والأهداف الإيرانية على الأراضي السورية، ونفتخر أن عمليات نوعية أخرى ساعدْنا فيها كانت النتيجة التخلص من شخصيات إرهابية خطيرة.”
بقي سؤال وحيد أرجو الإجابة عنه، ما سبب خروجك من سورية أول مرة؟ هناك معلومات كثيرة على الإنترنت تدَّعي أنكم مدانون بجرائم وجنايات (احتيال) ما هو ردكم عليها؟ وما هدفها ومصدرها؟
“خرجت من سورية عام 1993 إلى لبنان، ومن ثم إلى أوروبا لعدة أسباب سياسية وأمنية كان آخرها مضايقات من المخابرات السورية في بيروت، وحينها كان اللواء (رستم غزالة) مسؤول المخابرات السورية هناك، وتركت سورية بعد أن تعرضت للإهانة والتعذيب والتوقيف عدة مرات، ولأني شعرت أيضًا بالمذلة لا سيما بعد طردي من معهد العلوم السياسية عام 1988.
وأما الشق الآخر من السؤال فهذا لا يستحق حتى الرد عليه؛ لأن من يفبرك و يروج لهذه الشائعات في النظام، ومن المحسوبين على المعارضة، يعدوننا خصومًا سياسيين لهم، ويشعرون بالخطر على مصالحهم بالمشروع الوطني الذي نعمل له ولأجله.
وفي الوقت نفسه هذه الاتهامات رغم سخافتها إلا أننا نشكر من روج لها فكل من يكتب أو ينشر عنك بالحق أو الباطل هو يصنع لك دعاية مجانية، وحتى ولو صدقها البعض سيأتي يوم، وليس ببعيد، ليكتشفوا زيف كل ما تم الترويج له من سخافات واتهامات أو حتى التشكيك باسمي وأصلي.
للأسف القسم الأعظم ممَّن يدّعون معارضة النظام السوري، لا يمتلكون شرف الخصومة أو احترام رأي مضاد أو مخالف لآرائهم، رغم أنني لا أعدُّ نفسي منافسًا لأحد، ولست بوارد التنافس أو حتى التفكير على التنافس مع أحد.
أنا واضح، وأعمل تحت الضوء، ولا أحب العتمة ولا السمسرة من تحت الطاولة، اخترت الطريق الأصعب وهو حقل مليء بالحفر و الألغام والفخاخ، ومن يعمل في العمل العام لا بد أن يتعرض لحملات التشويه، فالصراخ يكون على قدر الوجع، وكلما ازداد صراخهم فهذا يدل أننا أوجعناهم.
لن تصلك لوجهتك أبدًا لو توقفت لترمي بحجر كل كلب نابح.”
1 تعليق
Pingback: المرشح لرئاسة سوريا "فهد المصري": بشار الأسد انتهى والوضع الآن أصبح مهيئاً لرحيله..!