موسى الرحال |
يقتصرُ عمل معظمِ المنظَّمات في المناطق المحررة على مجال الإغاثة والخدمات دون الالتفات للمجالات الأخرى، حيث تعاني الثروة الحيوانية والزراعية من شحّ المنظمات التي تًعنى بها بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية والحيوانية.
وتُعتبر الزراعة وتربية الحيوان أهم مصادر الدخل لدى كثيرٍ من المواطنين في الداخل السوري، ونظراً لأهمية كلتا الثروتين صبّت منظمة سهام باري الإيطالية اهتمامها في الثروة الحيوانية والزراعية منذ نهاية عام 2015 حيث تقدّم المنظمة كافة الدعم الذي يصبّ في مصلحة الزراعة والثروة الحيوانية، فهي تزود المزارعين بالدعم الزراعي المتمثل بالأسمدة والمبيدات الزراعية و مرشات للمبيدات كما تقدّم الأدوية البيطرية، واللقاحات الدورية، والأعلاف للأغنام والأبقار، وتقديم كافة مستلزمات النحل كل ذلك بحسم على الأسعار بنسبة 20-30 % .
زارت صحيفة حبر مكتب الثروة الحيوانية في منظمة سهام باري في ريف حلب الغربي والتقتِ الدكتور سفيان درويش لتفاصيل أكثر عن عمل المنظمة، فقال الدكتور “لا يقتصر عمل منظمة سهام باري على الدعم المادي فحسب بل تعنى أيضاً بالجانب التدريبي لموظفيها ومناصريها حيث تطلق دوراتٍ تدريبية بين فترة وأخرى منها دورات اللغة التي يصبح فيها المتلقي ذا مستوى جيد في النطق والكتابة، ودورات في إدارة الجمعيات التي تفيد في إكساب مبادئ الإدارة والقيادة، ودورات أخرى في تصنيع الألبان وتربية النحل ودورة في تعلم أصول مكافحة حشرة السونة التي تفتك بالقمح قبل حصاده، ودورة عن مرض الصدأ الذي يستفحل في معظم المحاصيل الزراعية وتقوم المنظمة بعد كل ذلك بتوزيع شهادات حضور لجميع المتقدمين وتقديم كافة مستلزمات برامج مكافحة تلك الآفات.
عبد الكريم محمد أحد المستفيدين من برامج التوزيع المقدمة من منظمة سهام باري يقول “ما تقدمه المنظمة جيدٌ ومحفز للغاية فهو يساعد المزارعين ويشجعهم على الاستمرار بمهنة الآباء والأجداد التي تعد مصدر رزقنا فقد قدمت لنا المنظمة معظم الأسمدة والمبيدات بأسعار أقلّ بكثير من الأسواق وهذا بحدّ ذاته يعد دافعاً كبيراً كي نستمر في حياتنا الزراعية.
أما عمر عبد الله فيقول ” قد أوشكتُ على بيع أغنامي بعد نفوق عشرات الرؤوس منها نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف وصعوبة تأمين الأدوية للأمراض التي تصيبها ولكن ما لبث أنْ وجدت ما يسدّ حاجة أغنامي عن طريق برامج منظمة سهام باري فتراجعت عن ذلك القرار بعد الحصول على الأعلاف بأسعارٍ رخيصة لا يمكن أن تتواجد في الأسواق”
لا تقلّ أهمية الدعم الزراعي عن أيّ دعمٍ آخر، فبعد اشتعال الحرب أصبحتِ الزراعة وتربية الحيوان أهمّ عملٍ يساعد في استمرارية الحياة، ولكنَّ ارتفاع الأجور وأسعار المستلزمات يؤثر سلباً على اندفاع المواطنين للاهتمام بالمحاصيل الزراعية، لذلك يجب على المنظمات أن تجعل للزراعة نصيباً من مشاريعها وبرامجها لتدفع بالعجلة الاقتصادية قُدماً وتساعد المواطنين في تجاوز كافة الصعوبات التي تواجههم للبقاء على قيد الحياة.