تحدثت سيدة روسية عن تجربة مريرة خاضتها في معتقلات نظام الأسد مطلع الثورة السورية عام 2011.
وفي تفاصيل القصة، فإن الروسية (إيكاترينا شميدتك) من مدينة (بطرسبورغ) كانت تدرس اللغة العربية في جامعة دمشق لعام 2009 .
وتروي (إيكاترينا) في حديث لراديوا الحرية(سفابودا) قصتها: ” عندما انطلقت شرارة المظاهرات في دمشق ، قررت وزملائي الأجانب بصف اللغة العربية المشاركة، لكن كنا خائفين من أجهزة المخابرات، فكل وافد أجنبي إلى البلد لديه مرافق من المخابرات يراقبه على الدوام ويبلغ عن أي تحرك به.”
وتتابع الشابة الروسية: “قررنا في أحد الأيام زيارة صديق لنا في ضواحي مدينة حلب ولكثرة الحواجز بين المحافظات تأخرنا حتى الليل، فقررنا المبيت في فندق بمدينة حلب.”
وتضيف:” في كل فندق هناك رجل للمخابرات يسجل عدد الزبائن وأسماءهم ويرفعها في سجل للدولة، وقد تم استدعائي في اليوم التالي على خلفية إعطائي كتاب الإنجيل لموظفة الاستقبال، وهذا ما عُدَّ جريمة سياسية بسبب التبشير بالمسيحية ،وحدث خلاف مع ضابط الشرطة الذي أراد قضاء ليلة معي لاحقًا.
وبسبب رفضي قام في اليوم التالي باعتقالي وإرسالي إلى سجن حلب المركزي لأُزجَّ مع المجرمين والنساء البغاة. “بحسب تعبيرها.
وهناك تقول (إيكاترينا): ” الوضع كان سيئًا للغاية، الطعام مرة واحدة في اليوم، الأجساد متلاصقة، ملابس السجناء بنية اللون قذرة وممتلئة بالدماء، فقد كان البعض لديه جروح متقيحة والرائحة تجعلك تشعر بالدوار. “
وعن تجربتها في السحن توضح:” كنت في زنزانة بلا تهوية ولا نوافذ، حتى كدت لا أستطيع التنفس، ولا يسمح لنا باستخدام الحمام إلا مرتين في اليوم، وعلامات الجرب ظاهرة على أجساد المعتقلين بسبب القمل الموجود في كل مكان.”
وأشارت الناشطة الروسية في الوثائقي المذكور إلى أنها تحدثت للكثير من السوريين آنذاك وقالوا لها: إنهم يريدون ثورة سريعة ظنًا منهم أن أوروبا ستدعم (الربيع العربي) وستأتي بالديموقراطية إلى سورية.
“عندما تموتِ أخبرينا” بهذه العبارة أجاب المعتقلة الروسية عناصر السجن عندما صرخت تطلب المساعدة لزميلة لها تدعى (كريستينا) التي كانت تعاني من ألم شديد بالكلى ولا تقدر على الطعام والشراب ثم بدأ لون جسدها يتحول للأزرق.
وكشفت أنها لم تتعرض للتعذيب مثل البقية عكونها أجنبية الجنسية وجريمتها سياسية، وحالفها الحظ بمكالمة هاتفية لصديق لها تمكن من إقناع السفارة الروسية بمساعدتها، ليتم ترحيلها بعد 20 يومًا إلى فرع كفر سوسة في دمشق ويشرف على إعادتها لمدينتها السفير الروسي بعد أسبوع.
وتختم أنها لم تستطع نسيان ما رأت، فخضعت في سان بطرسبورغ لدورات في التصوير الضوئي وعادت لسورية لالتقاط صور للحياة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، ومن وقتها تعمل ناشطة وتلتقي السوريين في تركيا وألمانيا لتسلط الضوء على حياتهم.
حيث صورت مشروع (صلاة لأجل الحرية) في ألمانيا، الذي وثق شهادتها مع آخرين نجوا من معتقلات نظام الأسد تروي ما حدث معهم.