زياد كمال حمامي: قاصّ وروائيّ سوريّ. صدر له: سوق الغزل (قصص، 1987)، احتراق الحرف الأخير (قصص، 1989)،سجن العصافير (قصص، 1994)، الظهور الأخير للجدّ العظيم (رواية، 1995)، كلام… ما لا… يستطيع الكلام (قصص، 2011)، نعش واحد وملايين الأموات (رواية، 2012)، الخاتم الأعظـم (روايـة، 2015). حاز عدة جوائز، منها الجائزة الأولى للرواية العربيّة (جائزة د. سعاد الصباح)، والجائزة الأولى لاتحاد الكتّاب العرب عام 1982 عن قصته “مجدل شمس” وعام 1983 عن قصته “الباهيني. سيناريست. عضو مجلس إدارة المسرح العمّاليّ بحلب.
واخيراً هذه الرواية التي صدرت عن دار نون4 للطباعة والنشر بعنوان قيامة البتول الأخيرة (الأناشيد السرية) 2019
عن هذه الرواية يكتب الروائي والناقد محمود الواهب:
“قيامة البتول الأخيرة” ليست مجرَّد رواية تقوم على حالة اغتصاب جماعي لأجمل بنات حارة اليهود: “البندرة”، من مدينة حلب التي عرفت على مدى تاريخها بالتنوع السكاني وترابطه..! إذ يعد الحي البندرة الذي تقطنه مجموعات من مختلف الطوائف والأديان، من المنسيات، فلا وجود له إلا في ذاكرة المدينة.. فقد أهملته الحكومات المتعاقبة، وها هو ذا الروائي زياد كمال حمامي يعيد له زهوه وألقه عبر رحلة قصيرة لا تزيد عن ثمان وأربعين ساعة في زمن خاص جداً إنه زمن الحرب، والتوق إلى الحبّ والحرّيّة..!
ينقل الراوي قارئه إلى عمق المدينة، بل إلى قاعها الذي تتفحصه شخصية عبد السلام بعين الفنان المرهفة، وببصيرته النافذة التي تقويها تجربة العشق المختلفة بـ: ليزا أبراهام فارحي اليهودي، حارس معبد “الصفراء”، الذي يحتفظ بنسخ من التوراة ويزعم أنَّ كاتبها “عزرا عاسوفير”، بحسب ما أبلغ الوكالة اليهودية العالمية برسالة خاصة: “إنّها إحدى أقدم النسخ في العالم”.
في قاع المدينة مجتمع واسع، غريب، متنوع..! فيه شخصيات أصيلة كالحاج الهلالي الأب الروحي للحارة، الذي تحوَّل إلى رجل محبط لا يشبه ماضيه.. وفيه كذلك، ابنُه يحيى الذي يعشق “البتولَ” بصوفية شفيفة، ويقسم أن يكون ثأره شافياً. وفي الحي، أيضاً، العم الفلسطيني “أبو الرمز” الذي يمتلك أرشيفاً ضخماً موثَّقاً إضافة إلى مفتاح داره الكبيرة في “القدس”، هما كلّ حياته..! وهناك الخواجة “قهوجيان” الأرمني المهاجر! أما الوليِّة “خاتون” فلا تشبه، في رؤاها، غيرها من العرَّافات..! وثمة شخصيات ثانوية لها دورها..
في الرواية أيضاً، شخصيات مريضة معقدة منها: “الجقجوق” مغتصِب النساء الموتى يمارس عليهن طقوساً شيطانيّة تكشف عن شبق كريه تشمئز منه روح الميت إذ ترى بشاعة وجهه، وتشمّ رائحة جسده ونتنه.
هي رواية تشبك أوصالها روح إنسانية عابرة للأعراق والقوميات والأديان والمذاهب والأجناس.. ينسج سطورها كاتب ذو تجربة مميزة، يمارس حالة إبداع جديدة، فيها الكثير من الجرأة والمغامرة، يزين الرواية أسلوب يمتاز بالليونة والسلاسة إذ ينقل القارئ من حدث إلى آخر على نحو درامي فيه الكثير من مهارة السرد وتشويقه..!
الصورة من غلاف الرواية للفنان نذير نبعة