|عبد الملك قرة محمد|
افتتحت جامعة حلب كلياتها في الداخل السوري تحت إدارة الحكومة السورية المؤقتة إيماناً منها بضرورة التعليم العالي في المناطق المحررة خاصة أن ما يقارب 80% من طلاب المناطق المحررة توقفت دراستهم بسبب سيطرة النظام الديكتاتوري وحواجزه التي فرضت استبدادها على الطلبة، وقد انطلقت جامعة حلب الحرة في أواخر عام 2015 بكليات عدة منها (الآداب-التربية-العلوم-الهندسة-الطب -الحقوق-الاقتصاد إضافة إلى عدد من المعاهد) وقد ضمت الجامعة في عامها الأول ما يقارب 2000طالب.
رئيس الجامعة الدكتور حسن جبران عبَّر في تقرير أعدته منظمة مداد أن الجامعة في تطورٍ مستمر مؤكداً أنَّ الجامعة ستفتتح كلياتٍ جديدة في السنة القادمة لتشمل جميع رغبات الطلبة داخل المناطق المحررة.
وبسبب الوضع المأساوي الذي تعاني منه الغوطة الشرقية كانت كلية الطب من نصيب الغوطة الشرقية نظراً للوضع الصحي المتردي الذي تعيشه، وبعد أقل من شهرين ونتيجة القصف العنيف الذي مارسته طائرات روسيا والنظام السوري على الشمال السوري قررت إدارة الجامعة افتتاح كلية أخرى للطب البشري في الشمال السوري، وذلك نتيجة النقص الكبير في عدد الأطباء وجميع الاختصاصات نتيجة لاستهداف المشافي والنقاط الطبية، وقد تم افتتاح الكلية في بلدة كفر تخاريم الواقعة شمال غرب محافظة إدلب والتي تبعد عن مركز المحافظة نحو 30 كم.
ضمت الكلية في عامها الأول ما يقارب 143 طالباً و125 طالبةً وقد ساعدت إدارة الكلية الطلاب بتوفير المسكن لعدد كبير منهم إضافة إلى توفير الأدوات اللازمة لتدريس المناهج الجامعية بشقيها العملي والنظري.
ولأنهم أطباء المستقبل وبُناته التقينا عدداً من طلاب الكلية لاستطلاع آرائهم والصعوبات التي يواجهونها في دراستهم لنعبر عن إصرارهم وإرادتهم التي رفضت الخوض في غمار الجهل حاملةً شعار صناعة المستقبل عالياً بوجه من يريد تدمير واقعهم بطائراته ونيرانه التي لم تزد عيونهم إلا بريقاً وتحدياً.
- الطالبة حنان حاج حميدي: “كلنا نعلم أنَّ كلية الطب تحتاج دعماً أكثر من غيرها من الكليات، وهذا ما انعكس سلباً من خلال نقص بعض مواد المختبر، إضافة إلى أنَّ أيام الدوام الثلاثة قليلة وغير كافية بالنسبة إلى حجم منهاج الطب، ويبقى الحصول على الاعتراف الشبح الأكبر الذي يخيم على مخيلات الطلبة، ولكننا فخورون بجامعة حلب لأنها أمل كل طالب سوري في المناطق المحررة.”
- الطالب عبد الرزاق هلال: “الكلية جيدة قياسا على الظروف المحيطة، لكنها بحاجة إلى أكاديميين مختصين لبعض المواد ناهيك عن وجود فقر في الوسائل العلمية والتي تعتبر الأساس في الطب، آملين زيادة الاهتمام وفتح باب المنتديات العلمية لاكتشاف المواهب العلمية لدى كل طالب.”
- الطالبة براء مزراب: “وعودٌ كثيرة كالاعتراف الخارجي والعمل بشكل جدي حطم الطلاب بها هاجس الخوف، وفعلاً كانت الجهود عظيمةً من قبل إدارة الجامعة لتجاوز العقبات وسلبيات التأخير في انطلاق الكلية ووصول الأدوات والأجهزة، ونحن مؤمنون بأنَّ النجاح لا تصنعه إلا الصعوبات التي ترافق هذا الطريق.
- الطالب محمد عبيد: “قدمت الجامعة الكثير من التسهيلات ومنها مساعدتنا في توفير السكن ودفع نصف آجاره، ورغم ذلك لايزال عدد كبير من الطلبة عاجزاً عن توفير الأقساط السنوية التي تصل إلى 200 دولار، إضافة إلى تكاليف المواصلات الباهظة.”
- الطالب عبدو محمد طباع: “تتوفر في الكلية موادٌ وأدواتٌ علمية مهمة جداً، ونحن كطلاب نؤمن بصعوبة هذه الفترة ونقدر الجهد المبذول من قبل إدارة الجامعة، وتبقى معاناتنا الأكبر هي عدم توفر الخدمات في بلدة كفر تخاريم وخاصة ما يتعلق بالسكن، ولذلك قمنا باستطلاع طلابي لنقل الكلية، وكانت نتيجة التصويت من نصيب مدينة سرمدا أو مدينة الدانا لتوفر الخدمات والأمان فيهما، ونحن بانتظار الموافقة على طلبنا بنقل الجامعة.”
تمثل كلية الطب البشري بطلابها وآمالهم شعار صناعة المستقبل، والذي تبنته جامعة حلب بكل معانيه من خلال صناعة جيل المستقبل، لإعداد كوادر مؤهلة قادرة على النهوض بالوطن ومؤسساته الحرة.