أسامة الأمين
يوم الطفل العالمي يومٌ يحتفَل به في أيام مختلفة من كانون الأول في جميع دول العالم وأول احتفال ليوم الطفل العالمي كان عام 1950 وأُسس هذا اليوم من قبل الاتحاد النسائي الديمقراطي الدولي عام 1949 في مؤتمر باريس وأوصت الأمم المتحدة بيوم 20 كانون الأول هو يوم الطفولة العالمي كما أوصت الجمعية للأمم المتحدة عام 1954 بأم تقيم جميع الدول احتفالا بهذا اليوم.
ولكن هل يشمل يوم الطفل العالمي أطفال سوريا؟
لم تعد المفاهيم التربوية وضرورة التربية والاهتمام بتعليم الطفل وصحته النفسية والجسدية الشيء الذي يقرر لأطفالنا عيد أم لا فتلك المفاهيم تأتي في مراحل قادمة فالصراع الآن هو صراع حياتي لاسترداد حق الحياة المسلوب والتحدي الأكبر للعائلة السورية ليس الاهتمام بملابس الطفل وتسريحة شعره فحسب إنما الحفاظ على حياته وزرع الأفكار المناسبة في ظل التضارب الفكري الحاصل فمنذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 حتى عام 2016 تجاوز عدد الأطفال الذين قتلتهم قوات النظام أكثر من 20 ألفاً وأوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن 19 ألف طفل سوري قتلوا على يد قوات النظام والميليشيات الإيرانية خلال سنوات الثورة.
وكان الأطفال أكثر المتضرّرين من هذه الحرب الطاحنة حيث انقطع الآلاف عن التعليم نتيجة دمار معظم المدارس ناهيك عن فقدانهم الجنسيّة السوريّة نتيجة النزوح إلى مخيّمات اللجوء على الحدود أو في الدول المجاورة.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أكثر من 160 طفلاً قضوا تحت التعذيب في معتقلات النظام وبلغ عدد الأطفال المعتقلين 10 آلاف.
أهذا هو اليوم العالمي الذي تتحدثون عنه؟
آلاف الأطفال ماتوا ولم تحرّك الأمم المتحدة ساكناً آلاف الأطفال قتلوا تعذيباً في زنزانات النظام.
وتسلط المنظمات الإنسانية الضوء على معاناة الأطفال الذين أطفأت الحروب براءتهم وتحولوا إلى ضحايا في عمرٍ مبكر لهذه الحرب الطاحنة ومزقت الحروب طفولتهم وجعلتهم يسلكون طريق الجهل بعد تدمير مقاعدهم الدراسيّة فهذه الأجيال تواجه خطر الضياع وخطر الجهل المحتّم إلا إذا استطعنا تدارك أخطائنا السابقة.
ستة ملايين طفل سوري يعيشون ظروفاً مؤلمة أصبح فيها الذهاب إلى المدارس أمراً مستحيلاً نتيجة دمارها من جهة وتحويلها إلى مراكز إيواء للنازحين مما أدى إلى انتشار التشرد والتسرب المدرسي وظواهر أخرى كالباعة الصغار والباحثين عن لقمة عيشهم بين نفايات الآخرين بدل أن يكونوا على المقاعد الدراسية يحملون كتبهم ويرسمون بأقلامهم أحلامهم المستقبلية.
يميّز أطفال سوريا بين حالتهم المأساويّة وبين حال أطفال الدول الأخرى بينما يحتفل أطفال سوريا بهذا اليوم بخروجهم أحياء من تحت ركام منازلهم التي دمرتها طائرات بوتين فيكفي الطفل السوري فرحاً خروجه من تحت الموت فحتى حق الحياة أصبح حلماً لأطفال سوريا سلبه منهم دعاة الإنسانية اللاإنسانيين
كما لا يميز الأطفال ببراءتهم بين حقوق الطفل التي يجب أن يحظوا بها كالحياة بسلام والتعليم وبين الحقوق التي منحتهم إياها الحرب من قتلٍ وجهلٍ وتشريدٍ ويُتمٍ أما ضمان الحقوق لأطفالنا فيقع على عاتق كلّ منا ولابد أن نكسب بعد كل التضحيات لأطفالنا المستقبل المشرق.