يمكننا القول إن الربط اللفظي مؤشر أو علامة على الاستمرارية لأنه يوحي إلى حركة التقدم داخل النص الصحفي فهو يحث القارئ على الاستمرار في القراءة و يحفظ يقظته فيتجه عقله قدماً مع النص دون عناء و من هنا لا مناص للكاتب من اللجوء إلى هذه الجسور التي تربط أفكار المقال
كما أن الاستعمال الأبسط للتجسير اللغوي يتحقق عندما نحول تفصيلات الحدث من خلال تسلسل الوقائع كما حدثت أصلاً والتي نحتاج فيها إلى تكرار الكلمات والضمائر والأدوات الانتقالية وهو ما يمنح النص استمرارية السرد و يؤدي لربط القارئ بالنص.
دلالات الجسور و استعمالاتها:
تأتي الروابط المؤلفة من المفردات و أشباه الجمل في الاستعمال الصحفي ضمن معاني كثيرة أبرزها:
1- الزيادة والجمع
– أيضاً – بطريقة أخرى – فوق ذلك – معظم ذلك – – بالإضافة إلى ..
2- التغاير والتنازل
– ولكن – وحتى لو – ولكنه – على الرغم ..
3- الاستخلاص
– لذلك – وهكذا – المهم – الخلاصة – جماع الأمر – بصورة عامة – نستنتج – و أخيراً..
4- التخيير
– إلا الدالة على الحصر – إما – أو ..
5- السببية ( الباعث )
– لأن – لكون – و بالنتيجة – مادام ..
6- التنويه
– من المؤكد – للتوضيح – بالتحديد – بيد أن – على أن ..
7- التوضيح
– هنا – مرة أخرى – في الطريق نفسه – بهذا – في مناسبة الأمر
8- الاضطراد:
– كما أشار – مرة أخرى – هكذا يكون..
9- الموافقة والقبول
– نعم – طبعاً – لا شك – من المؤكد..
10- الجدل والحاجة
– بصعوبة – مع أن – لحسن الحظ – حتى لو – الحقيقة أن – على النقيض..
الاستعمالات:
إن الغاية الأساسية من أدوات الربط و الجسور هي سد ثغرات النص بين ثنايا وقائع السرد عند الانتقال و التحول من جانب لآخر و أبرز مواضيع هذه التحولات
1- التحول في رأس الموضوع:
استعمال الكاتب لأدوات الربط والجسور يسعف في تفريغ رأس الموضوع الأساسي نحو ردود الفعل و الوقائع الفرعية و يمنح النص خاصية الانسياب والتكامل
2- التحول من العام إلى الخاص والعكس:
من حيث تناول المواضيع و ترتيب الأفكار وطرح القصص والأمثلة..
3- التحول أثناء عرض الواقعة من شخص لآخر.
4- التحول في حركة الزمان.
5- التحول بين المشاهد المكانية.
6- الفقرات الانتقالية بشكل عام.
خلاصة:
أولاً– إن الجسور وأدوات الربط تسهم في الإيجاز وحشد أوسع مدى ممكن من المضامين في أقل عدد ممكن من الكلمات ولاغنى عنها في مقالات الإنشاء (الافتتاحية – الرأي – القصصية )
ثانياً – التقييد النحوي والبلاغي لهذه الأدوات من حيث التناول لا يمنع تحركنا بها ضمن الأسلوب و التوظيف ضمن السياق الذي لا يجعلنا نتجاوز الضوابط العريضة لجهود النحويين والبلاغيين.
ثالثاً – على الكاتب ألا يكون جامداً في تناول هذه الأدوات بل عليه أن يستعملها بأسلوبه الخاص في السرد و البناء والانتقال والاستخلاص والخاتمة.