دعاء عبد الله |
شهدت أسعار الذهب في الداخل السوري ارتفاعاً كبيراً بسبب انخفاض الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي ليسجل سعراً قياسياً، حيث وصل سعر الغرام الواحد إلى 31 ألف للمرة الأولى في تاريخ سورية.
وكان لهذا الارتفاع تأثير كبير على السوريين لا سيما فئة الشباب المقبلين على الزواج، حيث بلغ سعر الخاتم (المحبس) ما يقارب 80 حتى 120 ألف ليرة، مما دفع الكثير منهم إلى تأجيل فكرة الزواج.
والتقت صحيفة حبر مع عدد من الفتيات السوريات والأمهات لتوضيح موقفهنَّ من ارتفاع الذهب، وهل الذهب شرط أساسي لقبول الشاب المتقدم للخطوبة؟
(نسيبة علاوي) طالبة جامعية، قالت لحبر: “إن الشرط الأساسي في الرجل الذي يطلب يد فتاة أن يكون قادراً على تحمل المسؤولية أو كما يقال: أنْ يكون قادراً على فتح بيت والقيام بواجباته، وبالنسبة إلى فالذهب هو دليل على المسؤولية، ومن لم يستطع تأمينه فلن يكون قادراً على تحمل مسؤولياته المادية.”
من جهة أخرى رأت المُدرِّسة (ناديا كريم) أن “الذهب ليس شرطاً أساسياً للزواج، فأنا على سبيل المثال عندما أجد الزوج المناسب فلن يقف بوجهي ذهب أو غيره، يكفيني فقط محبس الزواج وهو ضروري؛ لأنه يحمل قيمة معنوية قبل أي قيمة مادية أخرى.”
لكنها أضافت أن “الذهب يكون شرطاً أساسياً عندما يستعمله الأهل سلاحًا وقائيًا للفتاة للأيام القادمة، أو لضمان حق الزوجة لا سيما أن الكثير من الشباب يشترطون على الفتيات شروطاً كثيرة وهنَّ من حقهنَّ أن يطالبْنَ بشروط هي من وجهة نظرهنَّ وقاية في “الأيام السوداء” بالمقابل لا يمكن إنكار أن عدداً كبيراً من العائلات السورية ترضى بمهور قليلة تبعاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم “خير النكاح أيسره”.
أما (أم عبد الرحمن) أم سورية وهي ربة منزل، فقد قالت: “إن الأهالي يطلبون مهورًا عالية، وأكدت أن الأهل إذا لم يراعوا ظروف الشبان المتقدمين للزواج فهم يفتحون بيدهم باب العنوسة لبناتهم، ومن المفروض أن يضع أهل البنت أنفسهم مكان أهل الشاب ولا بأس بوجود شيء من التعاطف، فكلنا أبناء مجتمع واحد والكل يعرف ظروف بعضنا البعض، والكثير من الشباب الآن ألغى فكرة الزواج عند إعجابه بأي فتاة بسبب عدم قدرته على تأمين متطلبات الزواج.”
صحيفة حبر بدورها التقت مع الآنسة (أمون عاروب) عاملة مجتمعية وعضو في الهيئة النسائية في مجلس الأتارب بريف حلب الغربي، التي قالت: “إن ارتفاع سعر الذهب يؤثر بشكل سلبي على الفتيات اللواتي بسن الزواج بسبب عزوف عن الشباب الزواج لإصرار بعض الأهالي على رفع مهور بناتهم مما يزيد نسبة العنوسة بين السوريات.”
وعن كيفية توعية الأهالي، أكدت عاروب ضرورة حثَّ الأهالي على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (التمسوا ولو خاتماً من حديد)، ويجب على الأهالي مراعاة ظروف الشباب لكي يكون المجتمع سليماً معافى من خلال تحصين الشباب بالزواج.
وأشارت عاروب في معرض حديثها إلى أن عنوسة الفتيات تعود إلى سببين رئيسين أولهما غلاء المهور وسوء الأوضاع الاجتماعية، وثانيهما تأثير الحرب على التوازن الديمغرافي، حيث انخفضت أعداد الشباب مقارنة بأعداد الفتيات وذلك لأن معظمهم التحق بالجبهات للقيام بدوره في الدفاع عن أرضه.
الجدير بالذكر أن نسبة العنوسة في سورية وصلت بحسب مواقع إعلامية إلى أكثر من 70 % بالمقابل فقد ارتفع عدد الشباب العاطل عن العمل وفقاً لإحصاءات تم إجراؤها خلال سنوات الثورة إلى نحو 3 ملايين شاب سوري، وهؤلاء غير قادرين على تحقيق طموحهم في الزواج يضاف إليهم مئات آلاف الشباب الذين هاجروا إلى الخارج، وكل تلك العوامل ساهمت في ارتفاع نسبة العنوسة.