تقرير بيبرس أرمنازي.بعد التقدم الكبير للمجاهدين في جيش الفتح على أرض الشام المباركة، وبعد سلسلة الانتصارات المتوالية على قوات النظام في مدينة إدلب وجسر الشغور، وبعد تحرير معسكر القرميد والمسطومة، ومدينة أريحا مؤخراً وهي آخر معاقل النظام في ريف إدلب،وبعد أن أصبح المجاهدون على تخوم القرى والمناطق المأهولة بالسكان غير المسلمين، كالنصارى والنصيرية والمرشدية ونحوهم، هل سيكون المجاهدون في جيش الفتح على قدر المسؤولية والأخلاق الإسلامية أثناء دخولهم إلى تلك المناطق في حماية الذراري والأملاك الخاصة والعامة؟أو ستكون ردة فعل المجاهدين والثوار عنيفة وجاهلية وغير مسؤولة، وستحمل معها أحقاد الثأر ضد كل شخص غير مسلم؟وهل سيكون هناك مجازر وحشية وقتل على الهوية وقتل للشيوخ والأطفال وحرق للبيوت ونهب للممتلكات الخاصة والعامة باعتبارها غنيمة حرب كما فعل جنود بشار ومرتزقته من إيران والعراق ولبنان عندما دخلوا إلى المناطق المأهولة بالسكان المدنيين؟وباعتبار حركة أحرار الشام الإسلامية مكون أساسي في جيش الفتح، قامت “صحيفة حبر الأسبوعية” بسؤال أبو هزاع المسؤول في مكتب العلاقات العامة في حركة أحرار الشام في حلب وريفها:كيف سوف تتعاملون مع سكان المناطق غير المسلمة، وكيف ستوجهون عناصركم قبل الدخول إلى تلك المناطق والقرى، وهل سيحاسب العنصر المسيء وغير المنضبط، أم ستغلب الانفعالات الجاهلية على الأخلاق الإسلامية؟أولاً: سنعامل سكان تلك المناطق كما عاملهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما دخل مكة فاتحاً، فقد عامل نبينا الكريم أهل مكة بالعفو والصفح عند المقدرة، وقد تجلى هذا في أسمى معانيه عندما دخل الأخوة في جيش الفتح مناطق إدلب وجسر الشغور وأريحا وإن شاء الله في الأيام المقبلة عند عقر دار النظام.ثانياً: كنَّا دائماً نوجه عناصرنا كما وجَّه نبينا الكريم أصحابه فقال لهم: نحن لانقطع شجراً ولا نقتل شيخاً ولا امرةً أو طفلاً، ونحن حقيقةً نحافظ على كل الموجودين من المدنيين، ولا نقاتل إلا من قاتلنا، ولم تسجل أي حادثة انتهاك في أي قرية ولو لم تكن مسلمة، ولن نقصر في محاسبة أي شخص مسيء.وقد قمنا أيضاً بسؤال: الشيخ تميم الحلبي عن كيفية التعامل مع السكان غير المسلمين وهل يطبق حكم أصحاب الكتاب على النصيرية والمرشدية مثلاً؟ وهل يحق لهم المكوث بين ظهراني المسلمين؟”أولاً: إنَّ غير المسلمين أصناف منهم الكفار من أهل الكتاب من اليهود والنصارى، فهؤلاء الأصل أنَّهم يقاتَلون حتى يُسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، ويبقون على دينهم إذا بذلوا الجزية قال تعالى: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون).وهؤلاء ليسوا الآن أهل ذمة، ولكونهم يعيشون في بلاد المسلمين منذ سقوط الدولة العثمانية ولا توجد دولة أو سلطان يطالبهم بالجزية فهم الآن في أمان اجتماعي وعرفي مع المسلمين ما داموا ملتزمين بالأمان غير معتدين على حرمات المسلمين ودمائهم ولم يغدروا بهم.ومنهم الكفار من غير أهل الكتاب كالنصيرية والإسماعيلية والدروز، وهؤلاء كفار خارجين عن الملة الإسلامية، وكفرهم أعظم وأغلظ من كفر اليهود والنصارى وكثير من المشركين، وضررهم أعظم من ضرر الكفار المحاربين، وقتالهم أوجب من قتال اليهود والنصارى، وإن تظاهروا بنطق الشهادتين وصلوا وصاموا، وهؤلاء إن تمَّ فتح أراضيهم والسيطرة على مناطقهم فللإمام عرض الإسلام عليهم، فيسلموا، أو يسير فيهم سيرة أهل الكتاب المذكورة آنفاً، أمَّا نساؤهم وصبيانهم فلا يقتلون ما داموا غير مقاتلين، فيقتل من الرجال من قاتل، ويستبقى من لم يقاتل واعتزل القتال.ويحق للطوائف غير المسلمة أن تعيش بين ظهراني المسلمين آمنين بشروط العهدة العمرية، وذلك مقابل إقامتهم في دار الإسلام مع أمنهم على أنفسهم وأموالهم.وعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ أَمِيرًا عَلَى سَرِيَّةٍ ، أَوْ جَيْشٍ أَوْصَاهُ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ ، وَبِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ، وَقَالَ : إِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى إِحْدَى ثَلاثِ خِصَالٍ ، أَوْ خِلالٍ ، فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ إِلَيْهَا ، فَاقْبَلْ مِنْهُمْ ، وَكُفَّ عَنْهُمْ : ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلامِ ، فَإِنْ أَجَابُوكَ ، فَاقْبَلْ مِنْهُمْ ، وَكُفَّ عَنْهُمْ ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ ، وَأَعْلِمْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ أَنَّ لَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ ، وَأَنَّ عَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ ، فَإِنْ أَبَوْا ، وَاخْتَارُوا دَارَهُمْ ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ مِثْلَ أَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ، وَلا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْفَيْءِ ، وَالْغَنِيمَةِ نَصِيبٌ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا ، فَادْعُهُمْ إِلَى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ ، فَإِنْ أَجَابُوا ، فَاقْبَلْ مِنْهُمْ ، وَكُفَّ عَنْهُمْ ، فَإِنْ أَبَوْا ، فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَقَاتِلْهُمْ ..”