بقلم عائشة شيخ محمود(إن هذا الطفل يتيم) عبارة تجعل الأذهان لا تفكر إلا على نحو لطيف جدا مع ذلك الطفل إلى درجة الوصول إلى فرط الدلال، وعدم الشدة مطلقا وغياب الحزم غيابا تاما، وهذا خطأ جسيم يقع فيه معظم المعلمين والتربويين، فيجب أن يعامل الطفل اليتيم مثل أي طفل معاملة قائمة على التوازن حتى لا يشعر بالتمييز عن أقرانه وأصدقائه. وهنا ينبغي لنا الجواب عن سؤال: كيف يتعامل المربي مع الطفل اليتيم؟ فهذا سؤال ملح خاصة في هذه الفترة العصيبة التي تعيشها سوريا.إن من حق اليتيم كما هو من حق جميع الأطفال أن يربى تربية متوازنة تهذب النفس وتعلو القيم وتحافظ على فطرة الطفولة، وهذه التربية من الإحسان إلى الطفل ومن الواجبات التي تلقى على المجتمع بشكل عام وعلى الكفيل صاحب الأجر الكبير بشكل خاص.يجب أن يعلم المربي أنه من الضروري أن يُعلم الطفل بفقدان أبيه أو أمه قبل كل شيء، وألا يخفي عليه الحقيقة وإلا ستتولد عقبات ونكسات في المستقبل لا يُحمد عقباها، ويجب عليه أن يمتلك الذكاء في التعامل وأن يمسك العصا من المنتصف فيجمع بين الحزم والعطف والحنان كل بحسب مقتضى حاله، لأن كل لفظ أو فعل له تأثيراته في نفسية الطفل وعلى سلوكياته في الحاضر والمستقبل.وإن ألقينا نظرة إلى طريقة الصحابة والسلف في تربية اليتيم وتأديبه وجدنا نماذج تربوية تدل على حسن تربيتهم وذلك بحسن تأديبه وتهذيبه كالولد تماما من غير تمييز، فقد أشاروا رحمهم الله إلى تأديب اليتيم بالضرب على سبيل المثال، رغم حرصهم عليه، فقد سئل ابن سيرين عن ضرب اليتيم، فقال: ” اصنع به ما تصنع بولدك، اضربه ما تضرب ولدك”.وقد لوحظ في المؤسسات التعليمية أو التي تهتم بشؤون الأيتام أن بعضهم قد ألغى من القاموس التربوي (العقاب والزجر) في حال الخطأ، وذلك أنهم ظنوا أن عقاب اليتيم معصية ومخالفة لتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم، وقد فاتهم أن ذلك جائز ما دام منضبطا لا يصدر إلا عن العقلاء الحكماء الذين يضعون الأمور في مواضعها.فليكن شعارنا التربوي لا إفراط ولا تفريط.