محمد نور يوسف |
سوف تفقد صحتك، وقد تصاب بسرطان الكولون أو بمرض السكري،
وفقر الدم، وقد يكون سبباً لبطء النمو عند أطفالك، إن بقيت تأكل منه، إنه الخبز الأبيض المصنوع من طحين القمح المستخلص بنسب عالية الخالي من النخالة.
في معظم دول العالم التي تهتم بصحة مواطنيها وفي تركيا منع استخدام هذا النوع من الطحين لصناعة الخبز، بسبب تأثيره الضار على الصحة العامة.
هذا الخبز الذي نأكله لا يوجد فيه غذاء ولا يشبه خبز أجدادنا الكامل، لأنه صنع من لب الحنطة المقشورة وأصبح عبارة عن كربوهيدرات، أي سكر ونشاء، فأنت سوف تأكل السكر ثلاث مرات في اليوم فضلاً عن السكر المجود بكميات كبيرة في المشروبات والعصائر والحلوى، بحسب كلام دكتور الأطفال والتغذية (فراس الحمدو) وأضاف: “إن تناول خبز النخالة يعدُّ ريجيمًا طبيعيًا لتخفيف الوزن الزائد، وزيادة النشاط في الجسم لما تتمتع به النخالة من سعرات حرارية قليلة، وبالتالي الحصول على جسم رشيق.
وظائف الألياف الموجودة في قشور الحنطة تساعد على الشعور بالشبع؛ لأنها (تنفش) تنتفخ في المعدة بعد امتصاصها للسوائل والدهون، والنخالة تحوي على الأملاح المعدنية التي يطلبها الجسم لإفراز الأنسولين الهرمون اللازم لاستقلاب السكر، ومفيدة لنمو الأطفال وللوقاية من سرطان الكولون والمستقيم، ويوجد فيها مواد مضادة للأكسدة، ولتنشيط خلايا الجسم عموماً، ويُوصى بها لمرضى القلب وتصلب الشرايين، لأنها تمتص الدهون وتقلل الكولسترول الضار، وتنظف الكولون من جميع الترسبات الضارة في الجسم والمواد السرطانية سواء المعروفة أو المجهولة، وتساعد على الخروج السهل والشفاء من البواسير والإمساك وتقوم بتقوية جدان المستقيم وعدم تشكل الحصى في المرارة”.
وقد حدثنا (أبو حاتم) مدير التموين في مدينة إدلب عن هذا الموضوع بقوله: ” كنت حاضراً في إحدى الندوات التي تتكلم عن الغذاء وتأثيره على الصحة العامة في الشمال، فخرج علينا أحد المختصين بمجال الغذاء وقال: إن الطحين الذي نصنع منه الخبز في مناطقنا المحررة اليوم، المستخلص بنسب عالية تصل %65 لا يصلح أن يكون غذاءً صحيًا حتى للحيوانات؟!
منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف منعت استخدامه بصيغته الحالية كغذاء للأطفال في جميع أنحاء العالم؛ لأنه سوف يؤثر سلبياً على صحتهم لأنهم في فترة نمو”.
لماذا يفضل أصحاب الأفران هذا النوع من الطحين؟
(أبو عمر) صاحب أحد أفران مدينة إدلب: ” نحن نفضل هذا الطحين على الطحين الذي يوجد فيه نخالة أو الذي تكون نسبة استخلاصه قليلة لأنه يساعد على العجن، الخبز الأسمر سوف يترك بقايا في مكنات صناعة الخبز، وهو يحتاج إلى نار أكثر، يعني مازوت أكثر لكي ينضج وهذا مكلف، إضافة إلى أنه يجف بسرعة.
من أين يأتي طحيننا؟
يقول (أبو محمد) مسؤول الخزن في مديرية الحبوب والمطاحن في مدينة إدلب: “نحن نستورد الطحين الأبيض من تركيا لأنه لا يوجد عندنا محصول كافٍ من القمح، ولا يوجد عندنا كهرباء لتشغيل المطاحن التي تحتاج إلى صيانة، وكل الطحين الذي نشتريه أبيض بنسبة استخلاص كبيرة قد تصل حتى %65 ولا يوجد مصدر آخر للطحين.”
عملية الطحن والنخل
“تتركز الألياف والمعادن والفيتامينات في القسم الخارجي لحبة الحنطة، لكن ينتج من عملية نخل الطحين بعد طحنه إزالة جزء منه وهو عبارة عن أغلفة الحبة أو النخالة وهو ما يزيد قطر حبيبات الطحين عن قطر المنخل المستعمل، وهذا يعرف بالاستخراج، فمثلا إذا استخرج%65 يعني منزوع منه %35 نخالة (ردة) وكلما ازدادت نسبة النخالة ازداد نقاء الطحين.”
تأثير إزالة النخالة من الحنطة اقتصادياً
كلما ازدادت نسبة الاستخراج زاد نقاء الطحين وكثرت كمية النخالة، وبالتالي تقل كمية الطحين المستخرج، وبالتالي يذهب ثلثه المفيد مع النخالة، وهذا يعني اقتصادياً أننا فقدنا ثلث كمية الحنطة، فإذا كان إنتاجنا للحنطة في السنة 10 طن سوف تصبح بعد الطحن 6،5 طن أي ثلاثة أرغفة ونصف تقريباً من أصل عشرة أرغفة”؟!