عبد الملك قرة محمد |
شغلت قضية جامعة حلب في المناطق المحررة الرأي العام في الشمال السوري المحرر خاصةً بعد أن قررت جامعة حلب في المناطق المحررة نقل الكليات إلى الريف الشمالي (أعزاز ومارع) ممَّا سينعكس سلباً على الطلاب، وسيزيد من معاناتهم.
كما أطلق ناشطون اسم “طلابنا مشاعل الحرية” على الحراك الشعبي يوم أمس الجمعة في إشارة منهم إلى أزمة جامعة حلب وتأكيداً منهم على وقوف الشارع السوري في المحرر إلى جانبهم.
مستقبل غامض ينتظر طلاب الجامعة وسط صعوبة الانتقال إلى الريف الشمالي وعدم رغبة الكثيرين منهم في الاستمرار بالجامعة ضمن التغيير الإداري وتبعيتها لحكومة الإنقاذ، مما قد يؤدي إلى إقدام الكثيرين منهم على إيقاف التسجيل إلى أجل غير مسمى.
ويعود سبب عدم قبول الطلاب بالتغيير الإداري الجديد المُتخذ من قبل حكومة الإنقاذ إلى أمور كثيرة، منها خوف الطلاب من تحميلهم مواد جديدة هم بغنى عنها، أو تغيير اختصاصهم بحسب معدلات المفاضلة التي تختلف بين مجلس التعليم العالي في الحكومة المؤقتة ونظيره في حكومة الإنقاذ، إضافة إلى الآراء السياسية التي تجعلهم يفضلون إحدى الحكومتين على الأخرى.
صحيفة حبر التقت الدكتور (ضياء الدين القالش) نائب رئيس جامعة حلب في المناطق المحررة للاستفسار عن أوضاع الكليات في مكانها الجديد من حيث التجهيزات التي تضمها، إضافة إلى التسهيلات التي ستقدمها الجامعة للطلاب الذين قرروا نقل أوراقهم إلى أعزاز.
دكتور (ضياء الدين) هل يمكن تأمين الكادر والمستلزمات بشكل كامل؟
“تعمل جامعة حلب على توسيع التجهيزات والمقرات في أعزاز ومارع لاستقبال الطلبة، من قاعات ومخابر ومكاتب إدارية.
أما بالنسبة إلى الذين سينتقلون للإقامة في مارع، فهناك سكن طلابي في مارع تعمل الجامعة على توسيعه، كما نعمل حالياً بالتعاون مع المجلس المحلي في أعزاز على إعداد سكن طلابي لاستقبال طلابنا القادمين من ريف حلب الغربي وريف إدلب”.
متى يمكن بدء الدوام بشكل رسمي؟ وماهي الآلية المتبعة لمساعدة الطلاب على تجاوز مسألة الدوام الكامل خاصة أن معظمهم قادم من أماكن بعيدة ومرتبط بأعمال أخرى؟
“إن معظم الكليات نظرية، وفيها العدد الأكبر من الطلبة، فالدوام فيها غير ملزم ويستطيع الطالب التحصيل والاستمرار بالجامعة من دونه، وذلك إذا اجتهد وتابع ولا يحتاج إلى الانتقال للإقامة في أعزاز أو مارع إلا وقت الامتحان، وما يزال موعد الامتحان بعيداً، فعسى أن تتغير الظروف إلى الأفضل”.
وعن موعد الدوام يبين القالش أن الدوام سيبدأ مع بداية الشهر الآتي (شهر نيسان) والتجهيزات الآن في مقرات الكليات تكفي للانطلاق، وهناك تجهيزات لاحقة ستأتي من بعض المنظمات.
وعند سؤالنا للدكتور: لماذا تم تسليم أضابير الطلاب للمجلس المحلي في الأتارب؟ وكيف يمكن للطالب الاستمرار مع جامعة حلب دون أضابير؟
أجاب: “ما يحدث بالمجمل خارج عن إرادة الجميع، لأن الطرف الآخر يعتمد مبدأ التغلب والأمر الواقع ويضغط بكل الوسائل غير المشروعة لإلحاق الضرر بالجامعة”.
وعن مسألة استمرار الجامعة أو إغلاقها بسبب المشاكل الأخيرة أكد القالش: ” أن الجامعة مستمرة في عملها في أعزاز ومارع، ولها فيها شعب وكليات ومعاهد كانت تعمل قبل الأحداث الأخيرة، والجامعة تعمل الآن مع المجالس المحلية والمنظمات المعنية بدعم التعليم وخاصة منظمة تعليم بلا حدود مداد، وذلك لتجاوز هذه المحنة الصعبة.”
ونوه (القالش) إلى أن وزارة التعليم العالي في الحكومة السورية المؤقتة تعمل في سبيل تأمين الاعتراف الدولي بجامعة حلب، لكن هذا الأمر هو شق سياسي أكثر من كونه تعليمي، وهو مُتابع من قبل رئاسة الحكومة.
يُذكر أن بعض الطلاب تذمر من عدم إصدار الجامعة لبيانات توضح فيها الإجراءات المتخذة ضدها من قبل مجلس التعليم العالي في حكومة الإنقاذ، وفي ذلك قال الدكتور (القالش): “القرارات التي صدرت تضمنت ذلك، وهناك أسباب أخرى تتعلق بسلامة الكادر.”
وفي نهاية حديثنا مع الدكتور وجه رسالةً إلى طلاب جامعة حلب مُبيناً من خلالها أن الجامعة مستمرة مع طلابها بكل ما تستطيع، ولن تدخر جهداً يساعد في التخفيف من معاناة الطلبة بما لا يخل بالجانب العلمي ولا بد للظلم أن يزول، بإذن الله.
وتُعد جامعة حلب في المناطق المحررة أول جامعة افتتحت في المناطق المحررة وقبلت الشهادة الثانوية الصادرة في المناطق المحررة، وواجهت خلال مسيرتها استهداف الكليات من قبل النظام السوري، بالإضافة إلى سيطرة حكومة الإنقاذ على ملف التعليم العالي في المناطق المحررة ورغبتها في توحيده، ممَّا دفع الجامعة للتنقل من مكان إلى آخر.